تشهد مدينة طنجة حركية غير مسبوقة هذه الأيام، مع تسارع وثيرة الأشغال النهارية والليلية استعداداً لاحتضان بعض مباريات كأس أمم إفريقيا 2025، وكذا فعاليات من كأس العالم 2030، في مشهد يبعث الفخر والحماسة لدى ساكنة المدينة، ويؤكد مكانتها الصاعدة على الخارطة الرياضية القارية والعالمية.
الورش الممتد يشمل البنيات التحتية الأساسية، من توسعة المحاور الطرقية، وتأهيل المناطق المحاذية للملعب الكبير، وتحسين الإنارة، وتجهيز الفضاءات العامة، وإعادة تهيئة عدد من المرافق الحيوية. وكل ذلك يتم بإيقاع سريع، تحت الإشراف المباشر والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، السيد يونس التازي، الذي يبدو في الواجهة في كل محطة ميدانية، يقود الاجتماعات، ويتابع الأشغال، ويعطي التوجيهات، ويؤكد أن الدولة عازمة على تقديم وجه حضاري يليق بمدينة طنجة.
لكن، في خضم هذه الدينامية، يطرح المواطن الطنجاوي تساؤلات مشروعة: أين هم المنتخبون؟
من رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى عمدة المدينة، مرورا برؤساء المقاطعات الأربع، ووصولا إلى رئيس جماعة اجزناية,، لا يكاد المواطن يلمس أي أثر يذكر، أو مساهمة حقيقية، أو حتى ظهور ميداني لهؤلاء في هذه الدينامية الاستثنائية.
في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون المنتخبون في قلب المعركة التنموية والتهيئة الرياضية، ويعبروا عن التزامهم أمام ناخبيهم، نجد غياباً شبه تام، وكأن الحدث لا يعنيهم، أو كأن المدينة خارج مسؤولياتهم، وهنا يُطرح السؤال بمرارة:، ماذا قدم هؤلاء المنتخبون لمدينة طنجة؟
أين هي المشاريع التي بادروا بها؟ أين هي المرافعات، المبادرات، أو حتى البلاغات التوضيحية؟
بل أكثر من ذلك، أين هي بصمتهم؟
إن ما يجري اليوم بمدينة طنجة هو فرصة تاريخية لمراكمة الإنجازات، لكن أيضاً فرصة لفتح نقاش سياسي ومجتمعي مسؤول حول من يستحق تمثيل الطنجاويين، ومن استغل ثقتهم دون أن يردّ الدين.
إن المتابعة الملكية والمواكبة من طرف وزارة الداخلية واضحة وفعالة، ولكن المدينة تحتاج إلى نخب سياسية حقيقية، منتخبين حاضرون، فاعلون، مبادرون، وليسوا مجرد أسماء على ورق أو صور انتخابية موسمية.
وعليه، ندعو ساكنة طنجة لليقظة، ولمتابعة أداء ممثليهم، وإلى عدم نسيان هذا الغياب حين تحين ساعة التصويت المقبلة. فالديمقراطية لا تكتمل بدون مواطن واعٍ يعرف جيداً لمن يمنح صوته… ولماذا.