عرفت مدينة طنجة خلال العقود الثلاثة الماضية طفرة عمرانية وتزايد الكثافة السكانية بشكل كبير، وكان من المفروض أن تستغل تلك الطفرة، لتقديم مدينة نموذجية تضاهي كبريات المدن العالمية. لكن قدرها ساق لها مسؤولين، غير واعين لا بتاريخ المدينة أو مستقبلها أو حتى مكانتها في قلب الاقتصاد الوطني، هذا الأمر جعل حتى الأوراش الملكية لايتم تنزيلها بالشكل الصحيح.
واستفادت المدينة العتيقة لمدينة من برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة، الذي يجسد العناية المولوية الموصولة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لحاضرة االبوغاز وشمل المشروع معالجة واجهات المحلات التجارية، وترميم وإعادة صباغة واجهات المنازل والمحلات التجارية وترصيف الأزقة، بالإضافة إلى ترميم الدور المهددة بالانهيار، لكن هذا المشروع عرف تخبطات كثيرة، ولم يصمد في وجه المؤثرات السلبية، حيث انكشفت عيوبه المبكرة على أكثر من صعيد بسبب هشاشة الإصلاحات وعدم إخضاع الأشغال لعملية التتبع والمراقبة .
في السياق ذاته، تشقق قوس أحد المحلات بمنطقة “سوق برا” ولم يمضي على ترميمه سوى أيام قليلة، مما يؤكد على عدم التزام الشركات المكلفة بمشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة بدفتر التحملات واستعمالها مواد رديئة وعمليات ترميم ترقيعية، مما ينذر بعدم صمود هاته الإصلاحات للسنوات القادمة.
كما أشارت مصادرنا إلى أن “عددا من المباني لم تستفد من برنامج التأهيل والترميم وتم اقصائهم من الإحصاء بطرق ممنهجة، وهو الأمر الذي دفع أصحابها إلى التدخل للترميمه”.