على إثر التغطيات الصحفية التي قامت بها المواقع الالكترونية بمدينة طنجة خلال يوم عيد الاضحى، بسبب انتشار أكوام من الأزبال والنفايات ومخلفات الاضاحي بمعظم أزقة وشوارع المدينة، وتباطئ شركتي التدبير المفوض لقطاع النظافة “ميكومار” و “أرما” التدخل لإنقاذ الوضعية المزرية التي عرفتها أحياء بئر الشيفا وبني مكادة والسانية والشجيرات، خرج عمدة المدينة عبر الصفحة الرسمية للمجلس الجماعي بتكذيب ما جاء في المواد الصحفية ووصفها نص البلاغ التوضيحي ” بالتسفيه والتضليل”.
وحسب بلاغ جماعة طنجة ،يمكننا استنتاج شيء واحد هو محاولة الليموري ممارسة الرقابة على المنابر الإعلامية لطمس الحقائق عن الرأي العام وإضعاف وخنق الفضائح ، ومحاولته إعطاء الدروس لهاته المواقع الإعلامية عن كيفية القيام بالتغطيات الصحفية والتدقيق عن الخبر وتجنب الاخبار المضللة.
وعلى إثر نص البلاغ، يتضح أن “ليموري” اتخذ خطوته للتحول إلى إعلامي دون معرفة مسبقة بقواعد المهنة، مما جعله يغفل أن الصحفي هو قبل كل شيء شاهد، والشهادة في الصحافة تراوح بين حدين: إما الشهادة في وسط محايد، تكون فيه وسائل الإعلام قادرة على نقل الخبر بموضوعية ومصداقية تامة،أو الشهادة في وسط متحيز تمامًا لسردية معينة متأثرة إما بالضغوط التحريرية أو التوجهات السياسية.
ومن جهة اخرى، حسب العديد من المتتبعين كان على “اليموري” إجراء ندوة صحفية وتقديم حصيلة مرحلة تدبير عملية عيد الاضحى ، كذلك كشف الوثائق المالية عن مداخل سوق سيدي ادريس لبيع الاضاحي، والميزانية المخصصة من طرف شركتي “أرما” و”ميكومار” على مواد التطهير والمبيدات والعدد الإجمالي للحاويات المثبتة بتراب الجماعة وأسطول الشاحنات المتوفرة حيز الخدمة ، كذلك الكشف عن عدد الغرامات المفروضة على الشركتين بسبب التقصير في مهامهما باعتبارهم شركات مفوض لها تدبير مرفق النظافة، وتتحمل كل مسؤولية يمكن أن تنجم عن سير المرفق المذكور ،ولذلك من واجب رئيس المجلس تتبع الأمر من خلال منظومة الحكامة المنصوص عليها في عقد التدبير المفوض الذي دخل حيز التنفيذ منذ سنة 1997 ، وليس الدفاع عنها عبر تكذيب ما جاءت به المواقع الإلكترونية.
لاسيما أن الشركتين المذكورتين تلاحقهم انتقادات لاذعة بسبب عدم توفرهم على القسط الكافي من الكفاءات والموارد البشرية القادرة على تتبع الالتزامات الواردة في العقود ، كذلك تآكل الشاحنات وترديها، و استعمال وسائل بدائية بمدينة مقبلة على استحقاقات قارية ودولية ، بالاضافة إلى مجموعة من الحاويات المكسرة التي لايتم استبدالها بل الاكتفاء فقط ب”ترقيعها” ، مما يدفع بالجميع الى توثيق المنظر المقزز المملوء بالنفايات المرمية هنا و هناك حتى أصبح الوضع كلوحة فنية بطعم مأساوي ، الى جانب أن لجنة التتبع المناط بها مراقبة جودة عمل هذه الشركات لا تقوم بالأدوار المنوطة بها كما يجب.
و الظاهر أن عمدة طنجة، “متشنج” بحكم الانتقادات المتتالية لعدم استطاعته تدبير شؤون المدينة ومرحلة عيد الاضحى و تسلُّت الأغلبية من بين يديه، فلم يجد أمامه إلا موضوع المنابر الإعلامية ليصب جام غضبه عليها .علما أن أي شخص تحمل مسؤولية إلا وعليه أن يتحمل تبعاتها، وأنه سيتعرض للنقد، وإلا فعليه أن يتوارى عن الأنظار بالابتعاد عن تحمل المسؤولية، والأمر لا يكلفه سوى ورقة وقلم؟
وفيما يلي نص البلاغ التوضيحي الصادر عن المجلس الجماعي لمدينة طنجة :
على إثر المعطيات المضللة وغير الدقيقة التي نشرها أحد المواقع الإلكترونية بخصوص تدبير الوضعية الاستثنائية المرتبطة بأنشطة عيد الأضحى المبارك، والتي حاول من خلالها معد المحتوى المصور تسفيه الجهود المبذولة، والتي كان لها وقع إيجابي واضح تجلى في عودة الوضع بأحياء شوارع المدينة الى طبيعته في زمن قياسي، تود جماعة طنجة أن توضح للرأي العام المحلي ما يلي:
– تؤكد جماعة طنجة على نجاح برنامج العمل الخاص بعيد الأضحى المبارك الذي تم إعداده بمشاركة كافة المتدخلين والشركاء، بما في ذلك الشق المتعلق بقطاع النظافة.
– إن شركتي “أرما” و”ميكومار”، وتحت إشراف جماعة طنجة، تمكنتا من التعامل مع التحديات التي تفرضها الوضعية الاستثنائية للاحتفالات من خلال تعبئة مواردها البشرية واللوجستيكية بشكل فعال، مما أسفر عن تجميع 3421 طنًا من النفايات في غضون 10 ساعات فقط.
– تؤكد جماعة طنجة أن الصور والمشاهد التي استخدمها معد المحتوى الإعلامي، بهدف التقليل من الجهود المبذولة، لا علاقة لها بالوضعية الخاصة بعيد الأضحى، وإنما تتعلق بالحياة اليومية التي تتعامل معها المصالح المكلفة بقطاع النظافة بانتظام وفق دفتر التحملات الذي ينظم القطاع.
– تعبر جماعة طنجة عن استنكارها الشديد لاعتماد معد المحتوى على “الرأي الواحد” في إنجازه للمادة الإعلامية، مما يكشف عن سوء نية مبيتة، وعدم التواصل مع المصالح الجماعية المختصة للحصول على المعلومات الدقيقة.
– تستنكر جماعة طنجة بشدة الاتهامات الباطلة التي وجهها الموقع الإلكتروني، وتدعو إلى الالتزام بالمهنية والموضوعية في نقل الأخبار.
– تدعو جماعة طنجة كافة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار والمعلومات، وتجنب نشر المعلومات المضللة.
– تعبر جماعة طنجة عن تقديرها لحرص معظم المؤسسات الإعلامية في اعتماد الموضوعية والنزاهة في مساعيها لتنوير الرأي العام بقضايا الشأن المحلي، وتؤكد على دعمها لكل مساعي تكريس التواصل البناء بهدف تعميم المعلومة الدقيقة .