لم يكن من المتوقع أن يتجه المغاربة إلى سيناريو مختلف هذا الصيف، بخصوص عطلتهم الصيفية، حيث فضلت العديد من العائلات المغربية الذهاب في إجازة إلى أوروبا بدلاً من زيارة مناطق سياحية داخلية، وذلك بسبب الأسعار الصاروخية التي فاجأت الراغبين في قضاء عطلة ممتعة.
وفي هذا السياق، المدن الشمالية، مثل طنجة وتطوان وشفشاون، هي من بين أكثر المدن شعبية بين السياح المغاربة، لكنها أيضًا من بين الأغلى في المغرب، حيث يمكن أن يكلف كراء شقة أو منزل أو رياض ما يصل إلى 2000 درهم في الليلة، ناهيك عن تكاليف الطعام والترفيه.
ولتجنب هذا الارتفاع المهول للأثمان، اختارت العديد من العائلات وجهات أوروبية، مثل إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا، حيث يمكنهم العثور على عروض أكثر تنوعًا وبأسعار معقولة.
وفي حديثه لجريدة “طنخيرينو” كشف أحد المواطنين الذين اختاروا إسبانيا لقضاء العطلة الصيفية، أن الأسعار في المملكة الإيبيرية معقولة، ويمكن استغلالها، مقارنة مع زيارة مدينة مغربية الذي من المحتمل أن تكون التكلفة للأسبوع الواحد مضاعفة.
وقال : “نحن نريد أن نشجع السياحة المغربية، وهذا وطننا، لكن الأمر لا يطاق، منازل الكراء غالية جدا، والأكل بالمطاعم حدّث ولا حرج، والمحروقات كذلك، إذا أردت أن تقضي عطلة يجب أن يكون في حوزتك مبلغا ضخما”.
ومن جهتهم، يوضح خبراء في قطاع السياحة أن مشكلة ارتفاع أسعار السياحة الداخلية في المغرب مرتبطة بعدة عوامل، الأول هو الطبيعة الموسمية للسياحة، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب خلال أشهر الصيف وانخفاض العرض خلال بقية العام.
والثاني هو الافتقار إلى البنية التحتية الفندقية التي تتكيف مع احتياجات السياح المغاربة، الذين يبحثون في كثير من الأحيان عن أماكن إقامة فسيحة وعائلية.
العامل الثالث هو التفضيل الذي يمنحه مالكو القطاع الخاص والفنادق للسياح الأجانب، الذين يعتبرون أكثر ربحية وأكثر احتراما.
العامل الرابع هو عدم وجود دعم حكومي للسياحة الداخلية، والتي تركز أكثر على السياحة الخارجية، والتي تعد مصدرًا مهمًا للنقد الأجنبي للبلاد.