تجمع هذه المركبات الجوية بدون طيار بين العديد من المزايا التكنولوجية، وتساهم بشكل كبير في تسهيل الحياة اليومية للفلاحين والمصنعين وزيادة إنتاجهم.
وفي ما يتعلق برسم الخرائط والتضاريس وأنظمة المعلومات الجغرافية، تساعد هذه الأجهزة المستقلة في التقاط الصور الجوية، وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد، فتساهم بالتالي في التخطيط الحضري.
ففي المجال الفلاحي ، تبرز الكاميرات الطائرة كحليف مفضل للفلاحين، بوسعه النيابة عن الإنسان والجرارات في مختلف العمليات مما يدخل القطاع في سيرورة “التدمير الخلاق”.
عين على الطائرات الفلاحية بدون طيار
وأفاد زكرياء فهيم، الشريك المؤسس لشركة “كورير” (Korair) المغربية الناشئة والمتخصصة في تقنيات الطائرات بدون طيار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن الطائرات بدون طيار تساهم في التحكم بشكل أفضل في العمليات الزراعية المختلفة وتحسين تنافسية الأسعار بالنسبة للفلاحين.
ومن بين الطرازات المتوفرة هناك “Baby Shark” بحيث تبلغ الاستقلالية الطاقية لهذه الآلة ساعتين ونصف ،ويمكنها أن تقطع مسافة تصل إلى 2000 هكتار في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، فهي مجهزة بكاميرات عالية الدقة وأجهزة الاستشعار وأحدث أنظمة الرش.
وقال فهيم إن “شركة كورير الناشئة أنشأت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والبرامج الخاصة بها بدل اعتماد طرازات أخرى. وقد مكن هذا القرار المقاولة من كسب معرفة أعمق بمجال اختصاصها، كما تحاول بلا كلل الاستجابة للحاجيات الخاصة للمزارعين”.
وأضاف أن طائرات كورير بدون طيار تقودها أقمار صناعية، ما يعني أن بإمكان الطيار تشغيلها من على بعد مئات الكيلومترات.
وبحسب ذات المتحدث، تتم معالجة البيانات المحصلة بشكل شبه فوري، مما يوفر الوقت على مستوى تحليل البيانات وتحميلها، وهي عملية تتطلب في الحالات العادية من ساعتين إلى 3 ساعات، حسب جودة الأدوات المعلوماتية.
وأخيرا، يتم تنزيل الصور التي تم تحصيلها وكذا القياسات في منصة “GeoMeta” ، وهي منصة سحابية متخصصة في معالجة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
“درونواي”، المستورد الحصري لطائرات “DJI” بدون طيار متعددة الوظائف إلى شمال إفريقيا
من جهته، سلط ياسين قموس، المدير العام لشركة “درونواي” (Droneway) متعددة الجنسيات، والتي يقع مقرها في دبي، الضوء على التأثير المزدوج للطائرات بدون طيار على الفلاحة.
ويتمثل التأثير الأول، وهو ذو طابع اقتصادي، في كون الطائرات الفلاحية بدون طيار تجعل من الممكن زيادة الإنتاجية، وبالتالي المردودية الفلاحية.
وأوضح أنه “يمكن للطائرة بدون طيار معالجة 12 هكتارا بواسطة علاجات الصحة النباتية في غضون ساعة واحدة، في حين أن الجرار يعالج اثنين فقط، أي بزيادة بنسبة 600 في المئة للإنتاجية”.
وقال إن المغرب شهد موجات جفاف في السنوات الأخيرة، وفي مواجهة هذه الآفة، توفر الطائرات بدون طيار 90 في المائة من مياه الري، وتزيد الغلة بنسبة 25 في المائة كما ترفع من الدقة.
وبخصوص الأثر الاجتماعي، يمكن للفلاح صاحب الطائرة بدون طيار العمل بدوام جزئي، ليصبح بدوره مزودا لخدمات الطائرات بدون طيار، وهي خدمة تصل أسعارها إلى 2500 درهم يوميا، حسب قوله.
وتجدر الإشارة إلى أن Droneway تتمتع بالحصرية في ما يتعلق باستيراد الطائرات بدون طيار من العلامة التجارية الصينية Shenzhen DJI Sciences and Technologies Ltd، إلى شمال إفريقيا. ويتعلق الأمر بشركة متخصصة في إنتاج كاميرات الطائرات بدون طيار للاستخدام المهني والفلاحي.
وبعد أن أثبتت نفسها في مختلف القطاعات، تمثل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار فرصة حقيقية للشركات الناشئة والمقاولات الراغبة في تحسين أدائها وتقليل المخاطر وتوفير الوقت.