بينما تعيش جماعة اجزناية على وقع صراعات داخلية محتدمة بين أعضاء الأغلبية، وبينما تنتشر ظاهرة البناء العشوائي كالنار في الهشيم في مختلف الدوائر، قررت الجماعة أن “تنعش” أجواء الساكنة بتنظيم مهرجان ثقافي وسياحي لفن “التبرويدة”،فن لا يعرفه أبناء المنطقة أصلاً، ولا يمت لتراثهم بأية صلة، لكنه وجد طريقه إلى أجندة مجلس يبدو أنه فقد البوصلة، وقرر القفز إلى الأمام عبر بوابة المهرجانات الغريبة.
وتساءل متتبعون للشأن المحلي ما إذا كان القائمون على الشأن الثقافي بالجماعة قد اطلعوا يوما على تاريخ منطقتهم، أم أنهم يظنون أن الثقافة تستورد كما تستورد الزينة لمهرجانات المناسبات، حتى وإن كانت لا تناسب المقاس.
ومن جهة أخرى، يرى كثيرون أن هذا المهرجان ما هو إلا محاولة لصرف الأنظار عن الفوضى الحقيقية التي تعيشها الجماعة، من صراعات داخلية عبثية، إلى غياب برامج واضحة لصالح الساكنة، مرورا بتغاضي المجلس عن تنامي البناء العشوائي، وكأن الأمر لا يعنيه إطلاقا.
وفي هذا الإطار، أعرب عدد من أبناء المنطقة عن امتعاضهم من تخصيص ميزانيات مهمة لأنشطة لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، في وقت يعاني فيه شباب اجزناية من التهميش وغياب الفضاءات الترفيهية والثقافية، خاصة ونحن على مشارف عطلة صيفية كان يمكن أن تكون فرصة سانحة لتنظيم برامج مفيدة، بدل “التهريج الثقافي” كما وصفه بعضهم.
أما المفارقة الكبرى، فهي أن المجلس اختار تنظيم مهرجان يحمل طابعا “سياحيا” في منطقة تعاني من غياب أبسط البنيات التحتية التي قد تقنع زائرا عابرا بالتوقف، فضلا عن أن تقنعه بالعودة!
يبقى أن نتساءل، وبشيء من الأسى: هل تسير جماعة اجزناية نحو تنمية حقيقية، أم أنها تفضل الرقص على إيقاع فنون لا تمثلها، لتغطي بها على واقع يزداد قتامة كل يوم؟