في أعماق المشهد السياسي المضطرب لمدينة طنجة، تلوح في الأفق شخصية غامضة وملقبة بـ”الشيطانة”، امرأة تجيد فن التلاعب، بارعة في التنقل بين الأحزاب كأنها ريح عاصفة لا تستقر.
كلما دخلت إلى ساحة سياسية، أشعلت النيران وخلفت وراءها حطاما من الفتن والخلافات التي لا تهدأ، فهي لا تخطو خطوة إلا ويعقبها صراع سياسي، ولا تهمس بكلمة إلا وتصير شرارة تُشعل صراعات ممتدة بين الشخصيات والمؤسسات وحت الأصدقاء.
بدأت “الشيطانة” رحلتها السياسية كنجمة صاعدة في الحزب إياه، حيث تعلمت فنون السيطرة على النزاعات الداخلية، فحولت تلك الانقسامات إلى فرص لمكاسبها الشخصية.
لم تكن تسعى خلف المبادئ أو الإيديولوجيات، بل خلف النفوذ والمصالح، ونجحت في بناء شبكة من التحالفات السرية، التي منحتها القدرة على تحريك خيوط اللعبة السياسية من وراء الستار.
لكن بمجرد أن استشعرت أن الحزب الأول لم يعد قادرا على تلبية طموحاتها، قفزت إلى حزب آخر، تاركة خلفها رماد الشعارات القديمة، متزينة بشعارات جديدة، كأنها فُنيق يولد من الرماد.
ما يثير الدهشة حقا هو قدرتها على الاستمرار في إقناع الأحزاب باستقبالها رغم تاريخها المليء بإثارة الفوضى.
كانت كالعنكبوت، تنسج تحالفات مؤقتة، تقترب من الشخصيات النافذة فقط لتبث الشك والإشاعات بينهم .. لم تكن تهتم سوى بإشعال الحرائق، حتى ولو احترق الجميع، فقد كانت تؤمن بأن الفوضى دائماً ما تخلق فرصاً جديدة لها لتتسلق إلى أعلى.
لكن في خضم هذه الفوضى، لم تكن “الشيطانة” سوى أسيرة لِعطشها الدائم للسلطة والنفوذ؛ كأنها حرباء لا تستقر على لون واحد، تغير جلدها وتتلون كلما لزم الأمر، لكن تبقى دوافعها واحدة: البقاء في دائرة الضوء مهما كانت التكلفة.
وفي النهاية، تتراكم الأسئلة المحيطة بهذه الشخصية الغامضة : هل ستستمر “الشيطانة” في زرع الفوضى بلا رادع؟ أم أن ساعة الحقيقة تقترب، حيث يُرفع الستار وتُكشف أوراقها المخفية أمام أعين الجميع؟
طنجة تترقب بفارغ الصبر، وسط أجواء درامية تتصاعد فيها التوترات، في انتظار لحظة الحسم التي قد تُسدل الستار على هذه الفوضى المستمرة .. وللحديث بقية
فهل عرفتم من تكون؟