بحوار موسيقي عابر للأطلسي بين موسيقى الجاز القادمة من كوبا وإيقاعات كناوة المغربية الأصيلة، افتتحت، مساء الخميس 19 شتنبر الجاري ، فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان “طنجاز” بسهرة احتضنها قصر الفنون والثقافة بطنجة.
وتردد صدى الأغاني الأفرو-كوبية لمجموعة “عمر سوسا كوارتيتو أفروكوبانو” ممزوجة بدقة وروعة مع إيقاعات كناوة لمجموعة “ماجد بقاس أفرو كناوة بلوز تريو” في حفل افتتاحي استثنائي نقل سكان مدينة البوغاز في سفر موسيقي عابر للأطلسي.
وافتتح المؤلف الموسيقي وعازف البيانو عمر سوسا فعاليات المهرجان بعرض موسيقي نال إعجاب الحضور، مزج من خلاله بين الجاز والتقاليد الموسيقية الأفروكوبية، قبل أن يلتحق به على المنصة مجيد بقاس، أحد رواد الفيزيون بين البلوز وكناوة والجاز بإفريقيا.
كان هذا اللقاء الموسيقي لحظة استثنائية حيث تداخلت الإيقاعات الإفريقية للجاز وكناوة فوق ارض إفريقية في تناغم تام، منحت متعة لعشاق الصنفين الموسيقيين وهواة الاكتشاف الفني عبر العالم.
واعتبر عمر سوسا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المزج بين الموسيقى الافرو-كوبية وإيقاعات كناوة هو حدث مليء بالود المتبادل والعشق والسلام والوحدة، مبرزا أن مهرجان طنجاز “منحني فرصة تقاسم السهرة مع فنان كبير، هو مجيد بقاس، والذي أكن له الكثير من الاحترام والإعجاب”.
من جهته، أعرب مجيد بقاس عن “اعتزازه” بالمشاركة في السهرة الافتتاحية لمهرجان طنجاز، معتبرا أن تقاسم السهرة مع الفنان عمر سوسا هو اختيار طبيعي بالنظر إلى تشابه الموسيقى الأفرو-كوبية والإيقاعات الكناوية، واللتين تمتد جذورهما معا إلى الموسيقى الإفريقية.
من جهته، اكد مولاي احمد العلمي، مدير مهرجان طنجاز، أن السهرة الافتتاحية “إبداع أصيل” وعلامة نجاح للمهرجان، مبرزا أن قصر الفنون والثقافة بطنجة يشكل “اختيارا ممتازا” باعتباره المنصة الفنية لاحتضان انطلاق المهرجان.
من جهة أخرى، اعتبر العلمي أن برنامج المهرجان خلال هذه السنة “متنوع جدا وقريب من الجمهور ومختلف تماما عن الدورات السابقة، وإن كان يندرج في إطار الاستمرارية”، موضحا أن هذه الدورة تتميز ب “لمسة تكنولوجية”، حيث تم تسخير درونات ستسمح بالتقاط صور فاتنة لطنجة خلال لحظاتها الموسيقية بالمهرجان.
ويشمل برنامج المهرجان، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 22 شتنبر الجاري، أنشطة متعددة بقصر المؤسسات الإيطالية، حيث سيفتح أبوابه لتستضيف فضاءاته، لأول مرة، برامج موازية.
كما ستستضيف المنصة المثبتة في الحدائق الخارجية لقصر المؤسسات الإيطالية حفلتين موسيقيتين رئيسيتين، ويتعلق الأمر بسهرتي “جيبسي كينغ” و”كيزياه جونز”. وسيتم تجهيز الحدائق الخارجية بوسائل الترفيه والفرق النحاسية بين الحفلات الموسيقية لتوفير تجربة احتفالية ودافئة من نوع خاص.
خلال هذين اليومين، ستقوم فرقة Lazcare Volcano النحاسية بتنشيط الفضاء قبل الحفلات الموسيقية وفي نهاية الأمسية، مما سيثري الأجواء الاحتفالية للحدث.
أما داخل القصر، فستفتح دروس الرقص أنشطة البرنامج، ويتضمن برنامج هذا الحدث موسيقى الجاز بكافة أشكالها، بالإضافة إلى موسيقى الروك أند رول.