عاشت مدينة تطوان، مساء أمس الأحد، على وقع احتفالات بهيجة، تميزت بطواف المشاعل التقليدي، وبعرض للشهب النارية وسهرة للجوق السيمفوني الملكي، بمناسبة احتفالات الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش.
وانطلقت الاحتفالات من ساحة المشور بالقرب من القصر الملكي العامر، بعروض بديعة أدتها تشكيلات موسيقيي ومشاة وخيالة وحملة مشاعل الحرس الملكي، حيث قدمت لوحات استعراضية بديعة لفتت إليها أنظار ساكنة وزوار مدينة تطوان، الذين تابعوا العروض على وقع إيقاعات عسكرية وأخرى من ريبرتوار الأناشيد والأغاني الوطنية والحماسية.
واستأثرت تشكيلة الحرس الملكي بإعجاب المتابعين بتنسيقها المتوازن في حركات عناصرها المتناغمة وجمالية عروضها، في انسجام تام بين الحركات الاستعراضية والإيقاعات الموسيقية للفرقة النحاسية للحرس الملكي.
كما قدمت بالمناسبة السعيدة لوحات استعراضية، امتزجت فيها الحركات المتداخلة والمتقاطعة بين التشكيلات، التي تميزت بالتناسق، سواء من حيث الأداء الفردي أو الجماعي، كلوحات فنية راقت المتتبعين، بالنظر إلى جمالية العروض المتناسقة، ولخصوصية هذا التقليد البهيج الذي يتفرد به المغرب ويتميز به عن عديد من دول العالم.
وتواصلت إثر ذلك العروض مع تشكيلة القوات الجوية الملكية والفيلق الموسيقي للدرك الملكي والبحرية الملكية، التي جاءت لتبرز العرى الوطيدة بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي قاطبة، حيث لم تفوت الجماهير الفرصة للتفاعل مع عدد من المعزوفات الموسيقية لأغان وطنية كـ “نداء الحسن”، إلى جانب أغنية “ديرو النية” التي تحتفي بملحمة المنتخب المغربي بكأس العالم في قطر؛ وهي المعزوفات التي تفاعلت معها الجماهير، شيبا وشبابا، نساء ورجالا، بترديد كلماتها.
ومن ساحة المشور انطلقت التشكيلات المشاركة في هذا الاستعراض، وفي مقدمته حملة المشاعل، نحو ساحة مولاي المهدي، حيث رددت على طول المسار أغاني وطنية رائعة، وفي مقدمتها “نداء الحسن”، في عرض مفعم بالحماس الكبير الذي يعكس حب الوطن الذي يغمر قلوب المغاربة قاطبة.
وبعد نهاية عروض التشكيلات الموسيقية، أنارت الشهب النارية سماء مدينة تطوان، حيث اشرأبت أعناق الجماهير إلى سماء مدينة الحمامة البيضاء لمتابعة الأضواء المنبعثة من المفرقعات، التي رسمت على ظلمة الليل، بشهبها ذات الألوان البيضاء والخضراء والحمراء والزرقاء، ألقا خطف أنظار المتابعين فرحا بعيد العرش المجيد.
واختتمت الاحتفالات الكبرى لهذه الأمسية بعرض راق لموسيقى الجاز، من أداء الجوق السيمفوني الملكي، الذي أتحف الجمهور العريض الذي حج إلى ساحة مولاي المهدي للاستمتاع بمقطوعات راقية.
وأبدع وأمتع الجوق السيمفوني الملكي بحرفية وفنية عاليتين، خلال هذه التظاهرة الموسيقية التي تندرج في سياق الاحتفال بعيد العرش المجيد، في إعادة الحياة لأشهر معزوفات هذه الموسيقى بشكل فريد راق المستمعين.