أثارت القنصلية الإسبانية العامة بمدينة تطوان موجة من الاستياء في صفوف رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين بشمال المغرب، بعد أن رفضت خلال الأسابيع الأخيرة عددا من طلبات الحصول على تأشيرة شنغن دون مبررات واضحة، رغم توفر أصحابها على جميع الشروط القانونية والمهنية المطلوبة.
وتفاجأ مستثمرون وتجار ينحدرون من مدن العرائش وتطوان ووزان برفض طلباتهم، من بينهم عضو بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، ما تسبب لهم في خسائر مادية واضطرابات في مواعيد سفرهم المهنية نحو إسبانيا.
ونظرا لهذه العراقيل الإدارية المتكررة، اضطر عدد من رجال الأعمال إلى تغيير عناوين سكناهم في البطاقة الوطنية وجواز السفر إلى مدن أخرى كطنجة والرباط، لتقديم ملفاتهم في قنصليات مختلفة تعرف تعاملا أكثر مرونة واحتراما للمعايير المعمول بها.
وأكدت مصادر مهنية أن تعامل القنصلية الإسبانية بتطوان يتسم أحيانا بنوع من “الصرامة غير المفهومة”، وهو ما يتعارض مع روح العلاقات الثنائية المتقدمة بين المغرب وإسبانيا، التي تعرف في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا على المستويين السياسي والاقتصادي.
كما اشتكى عدد من المرتفقين من صعوبة التواصل مع القنصلية سواء عبر الهاتف أو عند الرغبة في تقديم شكاوى واستفسارات، إذ لا يتم الرد على الاتصالات أو تسهيل الولوج إلى المكاتب المعنية، ما يزيد من معاناة المواطنين والمقاولين على حد سواء.
وتطالب أصوات مهنية واقتصادية بضرورة تدخل السفارة الإسبانية بالرباط لفتح تحقيق في الموضوع، والعمل على تحسين جودة الخدمات القنصلية بتطوان، بما ينسجم مع روح التعاون والصداقة التي تجمع بين المملكتين المغربية والإسبانية، ويعكس مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات.