تحولت مدينة طنجة في السنوات الأخيرة إلى وجهة مفضلة للمتقاعدين الفرنسيين، متجاوزة مدن مغربية تقليدية مثل مراكش، التي بدأت تفقد بريقها لصالح مناطق أقل صخبا وأقل تكلفة، وفق تقرير حديث لمجلة “غراتسيا” الفرنسية.
وتعتبر جهة طنجة-تطوان-الحسيمة اليوم خيارا مثاليا يتيح جودة حياة مرتفعة بأسعار معقولة، إذ يقدر أن مستوى المعيشة فيها أقل بحوالي 30 في المئة مقارنة بفرنسا، ما يمنح المتقاعدين القدرة على تأمين سكن أوسع والاستفادة من خدمات يومية بأسعار مناسبة، مثل تشغيل مساعدات منزليات مقابل نحو 150 يورو شهريا، إضافة إلى إنفاق مريح على الأنشطة الترفيهية دون ضغوط مالية كبيرة.
ولا تقتصر جاذبية طنجة على الجانب المادي، بل تمتد إلى المناخ المعتدل الذي توفره المدينة نتيجة تلاقي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، إضافة إلى الهدوء النسبي مقارنة بالزخم السياحي الكبير في مراكش.
كما أن الطابع الفرنكوفوني الراسخ والبنية التحتية المهيأة لاستقبال الأجانب، بما فيها المدارس الثنائية اللغة والمعاهد الثقافية، تعزز من جاذبية المدينة للمتقاعدين الأوروبيين.
ويضيف قرب طنجة من أوروبا وسهولة الوصول إليها عبر رحلات جوية منتظمة ميزة إضافية تجعلها خيارا جذابا للمتقاعدين الفرنسيين، فضلا عن إمكانية الاستفادة من الضمان الصحي الفرنسي مع الاحتفاظ بالمعاش من فرنسا، وهو أمر يقل إدراكه لدى كثيرين وفق تصريحات بعض المقيمين مثل ماري هيلين.
في المقابل، تواجه مراكش ارتفاعا مستمرا في تكلفة الحياة والإيجارات، وتحولت مركز المدينة إلى منطقة سياحية مكثفة، ما يجعلها أقل ملاءمة للمتقاعدين الباحثين عن نمط حياة هادئ ومستقر.
بينما حافظت طنجة على توازن أفضل بين العرض والطلب العقاري، مدعوما بموقعها الاستراتيجي ومشاريعها العمرانية الحديثة.
وبفضل هذا المزيج من الموقع الجغرافي، والبنية التحتية المتكاملة، والارتباط الثقافي مع أوروبا، أصبحت طنجة الوجهة الصاعدة للمتقاعدين الفرنسيين، لتعيد تعريف خريطة التقاعد الأوروبي في المغرب بعيدًا عن المدن التقليدية المزدحمة.







