لم تعد الحياة ممكنة بالنسبة لعشرات الأسر المقيمة قرب المنطقة الصناعية بتطوان، حيث تتصاعد يوميا روائح كريهة خانقة تنبعث من أحد المصانع، وتحول حياة الساكنة إلى معاناة مستمرة.
وأكد سكان الحي في شهادات متطابقة أن الروائح المنتشرة ليلا ونهارا أصبحت «تخنق الأنفاس»، وتمنعهم من فتح نوافذ منازلهم أو حتى الجلوس في الهواء الطلق، بينما يعاني الأطفال من ضيق التنفس والسعال المتكرر، في ظل غياب أي تدخل فعلي من الجهات المعنية.
ويؤكد المتضررون أنهم لا يعارضون وجود المصنع أو حقه في الاستثمار، بل يطالبون فقط بإيجاد حلول بيئية وتقنية معروفة تحد من الانبعاثات الملوثة، بما يضمن توازنا بين التنمية الصناعية وحق السكان في بيئة سليمة وصحية.
ولم تقتصر الأضرار على الأسر فقط، بل امتدت لتطال المقاهي والمطاعم المجاورة التي شهدت تراجعا كبيرا في عدد الزبناء بسبب الروائح الكريهة، وهو ما يهدد النشاط الاقتصادي المحلي ويصفه أصحابها بـ«الكارثي».
وأطلقت الساكنة نداء جماعيا تحت شعار «كفى! نريد هواء نقيا وعيشا صحيا آمنا»، مطالبة السلطات بالتدخل العاجل وفرض احترام القوانين البيئية، حفاظًا على صحة المواطنين وسمعة المدينة الصناعية.
وختم أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة بالقول: «الحل موجود، ولا يحتاج سوى إرادة صادقة لتطبيقه قبل أن تتحول هذه المعاناة إلى مأساة بيئية واجتماعية دائمة».







