شهدت موانئ وقرى الصيادين الواقعة على الواجهة المتوسطية للمملكة، الممتدة من طنجة إلى السعيدية، انتعاشا ملحوظا في نشاط الصيد البحري خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، وفق ما كشف عنه التقرير الشهري الصادر عن المكتب الوطني للصيد البحري.
فقد سجلت كميات المفرغات ارتفاعا بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، لتبلغ 12 ألفا و571 طنا، فيما ارتفعت قيمتها الإجمالية إلى حوالي 577,17 مليون درهم مقابل 561,97 مليون درهم خلال السنة الماضية، أي بزيادة قدرها 3%، وهو ما يعكس دينامية إيجابية في القطاع رغم التحديات المناخية والاقتصادية التي يواجهها الصيد الساحلي والتقليدي.
و أوضح التقرير أن الأسماك السطحية الصغيرة مثل السردين والإسقمري سجلت زيادة بنسبة 2% لتبلغ 4532 طنا بقيمة 117,68 مليون درهم، في حين عرفت الأسماك البيضاء ارتفاعا لافتا بنسبة 11% لتصل إلى 2078 طنا بقيمة 79,42 مليون درهم، ما يدل على تحسن في وفرة هذا الصنف الذي يحظى بطلب مرتفع في السوق المحلي والدولي.
أما الرخويات، فقد شهدت تراجعا طفيفا بنسبة 5% لتستقر عند 4401 طن بقيمة 302,92 مليون درهم، بينما سجلت القشريات انخفاضا بنسبة 8% من حيث الكمية (931 طنا)، مع ارتفاع طفيف في قيمتها السوقية بنسبة 2% لتبلغ 71,97 مليون درهم، وهو ما يعكس تحسنا في الأسعار نتيجة محدودية العرض وارتفاع الطلب في الأسواق الخارجية.
و على الصعيد الوطني، أبرز المكتب الوطني للصيد البحري أن إجمالي منتجات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة عبر مختلف موانئ المملكة بلغ 814 ألفا و742 طنا حتى متم شتنبر الماضي، مسجلا تراجعا بنسبة 13% مقارنة بالسنة السابقة.
كما انخفضت القيمة الإجمالية للمبيعات بنسبة 3% لتستقر عند 8,20 مليار درهم مقابل 8,46 مليار درهم خلال سنة 2024.
ويظهر هذا الأداء المتباين أن الواجهة المتوسطية باتت تمثل نقطة مضيئة في قطاع الصيد الوطني، بفضل تحسن الظروف البحرية خلال هذا الموسم واستقرار أنشطة التسويق، مما يعزز مكانتها كإحدى الرافعات الاقتصادية المهمة في مناطق الشمال المغربي.