لا تزال العديد من المعالم التاريخية والسياحية بمدينة أصيلة، مثل برج القمرة ودار الباشا وقصر الريسولي، موصدة في وجه الزوار والسياح، وهو ما أثار تساؤلات وانتقادات متزايدة من طرف الساكنة المحلية وزوار المدينة، خاصة في ذروة الموسم الصيفي الذي تعرف فيه المدينة رواجا سياحيا ملحوظا.
وفي ذات السياق، عبر عدد من الزوار والمواطنين عن استغرابهم لاستمرار إغلاق هذه المعالم التي تمثل جزءاً أصيلاً من الهوية التاريخية والثقافية لأصيلة، مؤكدين أن إعادة فتحها لا ينبغي أن تكون مطلبا ثانويا، بل ضرورة تنموية حقيقية.
من جهة أخرى، يرى فاعلون جمعويون وسياحيون أن إبقاء هذه المعالم مغلقة يفوت على المدينة فرصا اقتصادية وسياحية هامة، لاسيما وأن أصيلة تعد من بين الوجهات الثقافية المتميزة التي تحظى بإعجاب خاص من طرف زوار حوض البحر الأبيض المتوسط والدول العربية، بفضل رصيدها الثقافي والمعماري المتنوع.
وفي هذا الإطار، يطالب المتتبعون للشأن المحلي الجهات المعنية، سواء على مستوى الجماعة الترابية أو المصالح الوزارية المختصة، بالتعجيل بفتح هذه الفضاءات أمام العموم، في إطار رؤية تشاركية تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبارات ضيقة.
كما شدد مواطنون على أن هذه المعالم ليست ملكاً لفئة معينة أو جهات بعينها، بل تعد جزءاً من التراث المشترك لساكنة أصيلة وزوارها، وهي ثروات مادية ومعنوية يجب أن تستثمر في إطار من العدالة المجالية وتكافؤ الفرص، وبما ينسجم مع التوجيهات الملكية في دعم التنمية المحلية والسياحة المستدامة.
يذكر أن أصيلة، رغم صغر مساحتها، تحتل موقعاً متميزاً على خريطة السياحة الوطنية، وقد يشكل إعادة تأهيل وتثمين فضاءاتها التراثية امتداداً طبيعياً للحركة السياحية التي تشهدها مدينة طنجة المجاورة، وهو ما سيساهم لا محالة في خلق دينامية اقتصادية جديدة وتشغيل فئات واسعة من الشباب.
وتبقى الآمال معلقة على تدخل عاجل من قبل المسؤولين محلياً ووطنياً، لوضع حد لهذا الجمود واستثمار الرأسمال الرمزي والثقافي للمدينة، بما يعيد لأصيلة إشعاعها ويمنح زوارها تجربة سياحية متكاملة تستحقها المدينة وتاريخها.