افتتح معرض “أغصان منسية” للتشكيلي عمر محفوظي، مساء الجمعة، بقاعة العروض ديلاكروا التابعة للمعهد الفرنسي بطنجة، بتعاون مع قاعة العروض أفيكاريس بباريس.
ويوقع هذا المعرض، الذي افتتح بحضور القنصل العام لفرنسا بطنجة فيليب تروكيه وعدد من المهتمين بالفنون والآداب، على عودة الفنان عمر محفوظي إلى طنجة، مسقط رأسه، المدينة التي غادرها قبل ما ينيف عن عشر سنوات، إذ يمثل المعرض عودة حقيقية، إلى الجذور، ورحلة غوص في الذاكرة وارتدادات الماضي، تلك التي تغذي أعماله.
في كلمة بالمناسبة، نوهت أنييس هوموريزيان، مستشارة التعاون والعمل الثقافي والمديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، بقدرة الفنان على نقل جودة أعماله من خلال حرصه على انتقاء عناوين مثيرة.
وقالت “باعتباره ابنا للمدينة العتيقة لطنجة، حظي محفوظي بالوقت الكافي لامتصاص هذا الضوء الفريد من نوعه والخاص بالمغرب، والذي لطالما كان منبع إلهام للعديد من الفنانين”.
واعتبرت أن “الأغصان المنسية” تثير بدون شك الكثير من ذكريات الطفولة المبتلة بألوان الفجر والغسق، والتي يضفي عليها الفنان كثافة وإشراقة تبعث على الاضطراب.
أما التشكيلي عمر محفوظي فلم يخف تأثره البالغ لتقديم أواخر إبداعاته بالمدينة حيث ترعرع، قائلا إنه “لشرف لي أن أتقاسم الفن مع طنجة”.
بهذا الخصوص، اعتبر أن عنوان المعرض يعكس حنينا دفينا لطفولته، يسعى إلى إحيائه من خلال صور ذهنية يكتنزها في ذاكرته.
وحسب بلاغ صحافي حول المعرض، فالأعمال المعروضة تنتصب متفرعة في هيئة شجرة ذاكرة، حيث كل عمل يجس د غصنا من أفكار الفنان، وهكذا يجد الزائر نفسه منغمسا في ارتدادات آتية من الماضي، مختز ن ة في ذهن عمر محفوظي، الشاهد على ذكرياته، في تلك الغابة التي نسميها ذاكرة .
كما يبدو أن معرض “أغصان منسية”، في هذا التأرجح المتواتر بين الماضي والحاضر، بين الذكرى والاستيهام، هو عودة إلى الطفولة، وأنشودة هروب م شب ع بالحنين.
واكتشف عمر محفوظي، الذي ولد بطنجة سنة 1981 ونشأ بالقرب من مضيق البوغاز، الرسم داخل محيطه العائلي، ثم تعر ف على فن التشكيل من خلال تجاربه الشخصية. غير أن نقطة التحو ل كانت في سن الثانية عشرة، حين بدأ في تطوير نظرته الفنية ومهاراته بالمدرسة الكاثوليكية بطنجة، حيث تابع دروس ا في تاريخ الفن والفنون التشكيلية.
وبعد أن أنجز لفترة طويلة أعمال ا تشكيلية تمي زت بحضور ملموس للمادة، اتجه عمر محفوظي نحو استخدام الأكريليك السائل والحبر، مما أتاح له خلق تركيبات تقوم على اللعب بالحدود الفاصلة بين التشخيص والتجريد.
يظهر ولع عمر محفوظي اللا محدود بالسينما بوضوح في أعماله، سواء من خلال الإشارات المرجعية التي تتخل لها، أو عبر استخدامه لتقنيات التأطير، وضبط الألوان، والإضاءة في لوحاته. وتغذ ي تجارب ه الحياتية، وأبحاث ه الشخصية، ومعرفت ه الثقافية أعمال ه التي تتسم بطابع شاعري وإنساني.
وشارك الفنان عمر محفوظي، الذي يشتغل ويقطن بباريس حاليا، بأعماله في عدد من التظاهرات الدولية، منها معرض 1-54 في لندن، وآرت جنيف في سويسرا، وآرت كولونيا في ألمانيا.