في أجواء توحي ببرود واضح، يعقد في هذه الأثناء الجمع العام العادي الانتخابي للجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة بجهة الشمال، وذلك وسط حضور محدود لا يتجاوز 29 شخصاً، وغياب شبه تام لأرباب المصانع والمعامل، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول تمثيلية الجمعية وموقعها داخل قطاع ُعد من الأعمدة الاقتصادية للجهة.
وفي ذات السياق، يبدو أن هذا الجمع الانتخابي يمر في أجواء باهتة تخلو من النقاش الحقيقي، حيث غابت المداخلات التفاعلية، وحضر الصمت أكثر من أي شيء آخر،حيث من المفترض أن تكون هذه المحطة مناسبة لتقييم أداء المكتب المنتهية ولايته، ومساءلة أدوار الجمعية، غير أن الوقائع على الأرض تعكس مشهداً شكلياً لا يرقى إلى حجم الانتظارات.
من جهة أخرى، لم تسجل لحدود الساعة أي نقاشات حول الإشكالات البنيوية التي يعاني منها قطاع النسيج بجهة الشمال، من قبيل غلاء المواد الأولية، التحولات الرقمية في الصناعة، تحديات المنافسة الخارجية، أو الإكراهات المتعلقة بالتصدير والتشغيل ،وهو ما يعزز انطباعاً بأن هذا الجمع لا يعكس نبض القطاع ولا طموحات فاعليه.
وفي هذا الإطار، جرى تقديم عرض حول ما سمي بـ”المنجزات”، رغم أن العديد من المتابعين يرون أن الحصيلة لا تعكس الواقع الحقيقي للصناعة النسيجية بالجهة، خاصة في ظل غياب المبادرات المواكبة، وضعف التفاعل مع الفاعلين الميدانيين، وانعدام الحضور المؤثر للجمعية في القضايا الحيوية للمهنيين.
ويعكس الوضع الذي يطبع هذا اللقاء الانتخابي فقدان الجمعية لجزء كبير من مصداقيتها التمثيلية، وتحولها إلى إطار شكلي لم يعد قادراً على استقطاب المقاولات الصناعية الكبرى، أو خلق دينامية حقيقية داخل القطاع.