تحولت العديد من الفضاءات السياحية والترفيهية بمدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، إلى ما يشبه المزابل المفتوحة، بسبب السلوك غير المسؤول لبعض المصطافين، الذين لا يجدون حرجاً في ترك نفاياتهم خلفهم بعد قضاء يوم صيفي حار، غير مكترثين بمظاهر التلوث والتشويه التي تلحق بالمدينة وساكنتها.
وفي هذا الإطار، رصدت عدسة عدد من النشطاء المحليين على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مقلقة لمخلفات الزوار المنتشرة بكثافة في كورنيش المدينة، وغابات الرميلات وفيلا هاريس، وشواطئ أشقار وسيدي قنقوش، حيث تحولت الأماكن الطبيعية إلى مكبات عشوائية تضم قنينات بلاستيكية، أكياساً ملونة، بقايا أطعمة، ومناديل ورقية ملطخة، وكلها تُركت بعشوائية على الأرصفة وتحت الأشجار وفوق الرمال.
من جهة أخرى، عبر عدد من سكان المدينة عن امتعاضهم من هذا “السلوك الموسمي المتكرر”، والذي يفسد جمال طنجة ويقلل من جاذبيتها، معتبرين أن بعض الزوار يأتون في عطلتهم الصيفية كأنهم دخلوا أرضاً لا صاحب لها، في ظل غياب شبه تام لأعوان النظافة والرقابة.
وفي ذات السياق، تساءل أحد نشطاء المجتمع المدني قائلاً: “كيف يمكن لمدينة تتطلع لاستقبال ملايين السياح أن تعاني سنوياً من الفوضى نفسها؟ أين هي السلطات المحلية؟ ولماذا لا تفرض غرامات على من يتسببون في هذه الكارثة البيئية المتكررة؟”.
وتابع متحدث آخر: “من غير المعقول أن نحارب المخلفات بحملات موسمية للتنظيف فقط، دون حلول وقائية أو ردعية صارمة”.
من جانبه، يرى عدد من الفاعلين المحليين أن المسؤولية مشتركة بين المواطن من جهة، والمؤسسات الجماعية والإدارية من جهة أخرى، حيث يشددون على أن التوعية لم تعد كافية لوحدها، وأنه لا بد من تفعيل آليات الردع وتكثيف الدوريات المراقبة في المناطق الحساسة.
وفي هذا السياق، بات مطلب إصدار قوانين محلية زجرية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وذلك لتغريم كل من يساهم في تلويث الأماكن العمومية، لا سيما وأن المظاهر البيئية السلبية باتت تؤثر بشكل واضح على سمعة طنجة كوجهة سياحية عالمية.