وجهت النائبة البرلمانية قلوب فيطح انتقادات حادة لسياسات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خلال مداخلتها بجلسة الأسئلة الشفوية التي عقدت يوم أمس الاثنين بمجلس النواب، مؤكدة أن القطاع لا يزال يفتقد للرؤية العميقة الكفيلة بضمان تعليم عمومي ذي جودة ومتاح للجميع، كما ينص على ذلك دستور المملكة.
واستهلت فيطح مداخلتها بالتذكير بأن الحق في التعليم والتكوين المهني والتربية البدنية والفنية، من الحقوق الأساسية التي يضمنها الدستور لجميع المواطنين دون تمييز، معتبرة أن هذه الحقوق لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لفئات واسعة من الأطفال، خاصة في العالم القروي.
وأشارت النائبة إلى معطيات مقلقة، تفيد بأن نحو 300 ألف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة سنوياً، مشددة على أن الأغلبية الساحقة منهم ينحدرون من مناطق قروية تعاني من الفقر والهشاشة، ورغم الجهود المبذولة من طرف الوزارة في إطار برامج مثل “الدعم الاستدراكي” و“الفرصة الثانية”، فإن النتائج تبقى محدودة، وفق تعبيرها.
وانتقدت فيطح عدم تحيين المناهج الدراسية، مؤكدة أن الوزارة تكتفي بإجراء تغييرات شكلية لا تمس جوهر العملية التعليمية، قائلة: “تقومون بتغيير واجهة الكتاب دون تغيير محتواه، وتغيير المدراء دون تغيير العقليات”.
واعتبرت أن معالجة ظاهرة الهدر المدرسي تمر أولاً عبر محاربة الفقر والهشاشة في الوسط القروي، داعية إلى سياسات أكثر واقعية وإنصافاً، مستشهدة بحادث الطفل محمد، راعي الغنم، الذي توفي نتيجة ظروف الفقر والتهميش، كرمز لمعاناة آلاف الأطفال الذين يُحرمون من حقهم في التعليم بسبب أوضاعهم الاجتماعية.
وأكدت فيطح في ختام مداخلتها أن النهوض بالتعليم لا يمكن أن يتم من خلال البرامج الظرفية أو الخطابات العامة، بل عبر إصلاح حقيقي يضع المتعلم في صلب أولويات الدولة.