في إطار الدورة الثالثة عشر لليلة البيضاء للسينما والمواطنة، والمنظمة من قبل جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان، ستعرض المخرجة الشابة فاتن خلخال، شريطها السينمائي ” ربيعة الفتوح” والذي يدخل في إطار “السينما الذاتية التوثيقية” لسير الأعلام والمناضلات، والذي شكل محور بحث أكاديمي بجامعة عبد المالك السعدي .
فاتن خلخال التي ستعرض شريطها لأول مرة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية يوم الجمعة القادم 7 يوليوز، بحضور بطلة الشريط المناضلة الطنجاوية الغيورة ربيعة الفتوح .
ربيعة الفتوح من مواليد مدينة طنجة 1956 من عائلة الفقيه الفتوح، عرفت منذ نعومة أظافرها بالشقاوة والتحدي والجرأة والإقتتال من أجل الحريات والديمقراطية والمواطنة، لتدخل إلى جانب أخريات في تأطير ” الحركة التلاميذية ” بطنجة والتي ستعرف اعتقال العديد منهن .
في اواسط السبعينات لم يعد لربيعة الفتوح وجود داخل اروقة المجتمع، حيث اختفيت عن الأنظار مواجهة مصيرها المحتوم، لتجد نفسها قابعة داخل سجون العهد السابق، وتسجل إسمها بماء الكرامة والعزة كواحد من المعتقلات السياسيات المغربيات اللواتي بصمن اسمهن في الدفاع عن المواطن والوطن وقضاياه العادلة .
عاشت ربيعة لحظات قاسية داخل المعتقل، إذ تعد شاهدة على لحظة مفارقة رفيقتها “سعيدة المنبهي” للحياة، قبل أن تختار الإصطفاف ضمن حركة الدفاع عن المعتقلين السياسيين وعائلتهم بعد الإفراج عنها يوليوز 1980
دافعت ربيعة عن التعليم الشعبي الديمقراطي العلمي للمغاربة، وحملت مشعل الترافع عن المعتقلين السياسيين بعد إطلاق سراحها في وفاء تام لرفيق عمرها وزوجها محمد السريفي فيلار
لربيعة الفتوح مساهمات في الدفاع عن الطفولة المغربية، إذ كانت من إحدى المؤسسات لجمعية دارنا التي تعنى بالعناية بأطفال الشوارع والمشردين، كما دونت عددا من الكتابات منها ما هو أدبي وبعضها سيرة ذاتية لم يكتب لها النشر إلى حدود اليوم .
الشريط السينمائي المزمع عرضه يعد وثيقة تاريخية لمعرفة الكثير من التفاصيل والأحداث المرتبطة بمرحلة ” سنوات الرصاص” أو ما يعرف ” ديكتاتورية العهد القديم ” .
