في إطار البرنامج الإقليمي لقاءات الأحرار مسار الإنجازات، احتضن مقر حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة طنجة، يوم أمس الخميس 26 يونيو الجاري، ندوة فكرية تحت عنوان: “دور المهندس في بلورة المشاريع التنموية وخلق فرص الشغل”، وذلك بدعوة من هيئة المهندسين التجمعيين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وبشراكة مع الاتحادية الإقليمية للحزب، وتحت إشراف التنسيقية الإقليمية للتجمع الوطني للأحرار.
وفي هذا الإطار، أكد عمر مورو، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في كلمته الافتتاحية، أن المهندس بات يشكل ركيزة أساسية في تنزيل المشاريع الكبرى وتحقيق التنمية الترابية المنشودة، مشيراً إلى أن الجهة تعرف دينامية استثمارية غير مسبوقة، على رأسها مشروع “طنجة تيك” الذي يمثل نموذجاً لمشاريع الجيل الجديد المندمجة تكنولوجياً وصناعياً.
واعتبر أن هذه المشاريع تعكس الرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها الجهة لخلق مناخ جاذب للاستثمار وموفر لفرص الشغل.
من جهة أخرى، شدد السيد عمر أغزو، مهندس دولة ورئيس هيئة المهندسين التجمعيين بإقليم طنجة أصيلة، على ضرورة تحيين الأدوار التقليدية للهندسة لتواكب التحولات العميقة التي تعرفها مجالات التخطيط الحضري، النقل، الطاقات المتجددة، والرقمنة. واعتبر أن تمكين المهندس من أدوات القرار والمشاركة هو أساس لإرساء منظومة تنموية متكاملة.
وفي ذات السياق، قدم المهندس محمد لطفي، خبير في الجودة والصحة والسلامة البيئية بالموانئ، مداخلة تقنية سلط فيها الضوء على رهانات الصحة والسلامة داخل المنشآت المينائية، معتبراً أن دور المهندس يتعاظم في إدماج معايير الجودة والاستدامة في البنية التحتية البحرية، خاصة في ظل التحولات المناخية المتسارعة وتنامي النشاط التجاري البحري في منطقة الشمال.
من جانبه، تحدث المهندس محمد محب، خبير في استعمال التقنيات النووية في حفظ الأغذية والمواد الطبية والماء والبيئة، عن الفرص الكبيرة التي تتيحها التكنولوجيا النووية الآمنة لمواجهة التحديات البيئية والصحية. وأبرز أن الاستثمار في التكوين والتأطير هو المفتاح لتوطين هذه الخبرات الدقيقة داخل التراب الوطني وتوظيفها لخدمة الاقتصاد والمجتمع.
أما المهندس محمد زويتن، المتخصص في الصناعات الغذائية، فقد ركز في مداخلته على أهمية دعم سلاسل الإنتاج الغذائي، وتحقيق الجودة والسلامة الغذائية عبر الابتكار والاستثمار في التكنولوجيات الزراعية والصناعية الحديثة. وأوضح أن تعزيز الأمن الغذائي الوطني بات رهيناً بقدرة المهندسين على تطوير حلول تكنولوجية قادرة على الصمود أمام التحديات الدولية والتقلبات في سلاسل التوريد.
وتميزت الندوة، التي أدارتها الإعلامية أميمة سبيلة من قناة ميدي1 تيفي، بحضور نوعي وتفاعل كبير من المشاركين، مما عكس حجم الوعي المجتمعي بالدور الحيوي الذي يضطلع به المهندس في تحقيق التنمية الشاملة.
ويذكر أن تنظيم هذه الندوة يأتي ضمن مساعي حزب التجمع الوطني للأحرار لفتح المجال أمام الكفاءات الوطنية للمساهمة في النقاش العمومي، وترسيخ ثقافة الاعتراف بمكانة المهندس المغربي في معادلة التنمية.