في وقت تمر فيه مدينة طنجة بمرحلة دقيقة وتعيش جماعة الأصالة والمعاصرة على وقع الانقسامات والانكسارات، اختار عمدة المدينة منير ليموري أن يحل مشاكله على طريقته الخاصة ليس بتحسين الخدمات أو رأب الصدع داخل حزبه، بل بشراء سكن فاخر بإسبانيا، وتحديدا في حي “سوطو غراندي” الراقي بجنوب الجارة الإيبيرية.
وكشفت يومية الصباح أن العمدة لم يكتف بشراء منزل عادي، بل سكن من الطراز الرفيع، وتشير التقديرات أن قيمته تتجاوز 800 ألف يورو، وهو رقم يكفي لبناء ملعب في حي شعبي بطنجة، أو تعميم كاميرات المراقبة على أحياء المدينة التي تشكو من الانفلاتات الأمنية.
لكن العمدة، فيما يبدو، له أولويات أخرى أكثر “عالمية”.
ويبدو أن ليموري قد وجد في العقار الإسباني ما لم يجده في الاستثمار بطنجة أو المغرب عموما، خصوصا أن شراء عقار بمبلغ كهذا يفتح له أبواب الإقامة الذهبية، وربما الجنسية الإسبانية، في حال ساءت الأحوال السياسية، أو انتهت اللعبة الانتخابية بما لا تشتهي سفنه.
وفي ذات السياق، يعيش حزب الأصالة والمعاصرة بطنجة حالة تفكك داخلي، بعد استقالة محمد الحميدي من رئاسة فريق الحزب بالمجلس الجماعي، وخسارة الحزب لمعركة قضائية في محكمة الاستئناف الإدارية كانت تستهدف عزل ثلاثة مستشارين تمرّدوا على قرارات العمدة.
أما على جبهة التعزيزات، فالعمدة يحاول ضخ دماء جديدة في الحزب، ويراهن على استقطاب نصر الله كرطيط، رئيس اتحاد طنجة، عله يشكل بديلا انتخابيا لـعادل الدفوف، البرلماني الذي لا يبدو أنه على وفاق مع رئيس الجماعة، لا في السياسة ولا في المواقف.
وبين الإقامات الفاخرة في الجنوب الإسباني، والاحتقان في الشمال المغربي، لا يبدو أن عمدة طنجة منشغل بما يدور في شوارع المدينة من اكتظاظ، أو بما تعانيه الحافلات من أعطال ومكيفات معطلة، أو بما يعيشه المواطن من قلق يومي على أبسط حقوقه فكل هذا يبدو ضجيجا لا يصل إلى “سوطو غراندِي”.
وقد يكون العمدة قد فهم الرسالة مبكرا: لا شيء يدوم في السياسة، لذلك اختار الاستعداد مبكرا ليوم المغادرة لكن من الباب الخلفي، وبجواز سفر أوروبي.