في خطوة اعتبرها كثيرون بداية لعودة قوية لحزب العدالة والتنمية إلى المشهد السياسي المحلي، انتخب محمد خيي كاتبا جهويا للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال أشغال المؤتمر الجهوي السابع المنعقد يوم أمس الأحد بمدينة طنجة.
فوز خيي بهذا المنصب التنظيمي أعاد طرح سيناريو عودته إلى الواجهة الانتخابية، خاصة بمقاطعة بني مكادة، التي تعتبر معقله الانتخابي الأبرز.
وفي هذا السياق، يعد محمد خيي من القيادات المخضرمة داخل حزب “المصباح”، حيث راكم تجربة سياسية واسعة من خلال تمثيله لدائرة طنجة أصيلة بمجلس النواب لولايتين متتاليتين، بالإضافة إلى توليه رئاسة مقاطعة بني مكادة في فترة شهدت إشادات واسعة على مستوى التدبير الإداري والخدماتي، وكذا تحمله مسؤولية الكتابة الإقليمية للحزب بطنجة أصيلة لفترتين متتابعتين.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن عودة خيي للمشهد السياسي بالمقاطعة تشكل مصدر قلق حقيقي لعدد من المنتخبين الحاليين، وعلى رأسهم محمد الحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة، ومحمد الغزواني غيلان، نائب عمدة طنجة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بالنظر إلى الوزن الانتخابي الكبير الذي يحظى به خيي داخل المقاطعة، والذي كان له الفضل في تحقيق نتائج انتخابية نوعية خلال سنوات ترؤسه للمجلس.
ويؤكد عدد من ساكنة المقاطعة أن فترة تسيير خيي لمقاطعة بني مكادة تميزت بإعادة تنظيم المرافق الإدارية وقطع الطريق على مظاهر السمسرة والفوضى، ما خلق انطباعا عاما لدى ساكنة المنطقة بأن تلك الحقبة كانت نموذجا في الحكامة المحلية.
في المقابل، تعيش المقاطعة في الظرفية الحالية على وقع عشوائية وتراجع في مستوى الخدمات، ما عمق من شعور الحنين إلى مرحلة خيي، التي ينظر إليها من طرف عدد من المواطنين كفترة ذهبية.
وتجدر الإشارة إلى أن خيي لم يعلن بشكل رسمي عن نيته الترشح للانتخابات المقبلة، غير أن صعوده إلى قيادة الحزب جهويا قد يكون إشارة أولى إلى إعادة ترتيب صفوف الحزب استعدادا لمعارك انتخابية مرتقبة، خصوصا أن مقاطعة بني مكادة، باعتبارها الأكبر على الصعيد الوطني من حيث عدد السكان، تُمثل ساحة انتخابية استراتيجية يصعب تجاهلها في أي حسابات سياسية مقبلة.
ويرى متابعون أن ترشح خيي في حال تأكد بشكل رسمي، سيكون بمثابة “خلط جديد للأوراق” داخل المشهد الانتخابي المحلي، وقد يدفع بعض الأحزاب المنافسة إلى إعادة النظر في مرشحيها وخططها، تفاديا لانكسارات محتملة في واحدة من أهم قلاع النفوذ السياسي بمدينة طنجة.