أثارت مشاهد احتفال بزفاف داخل مسجد تابع للزاوية العجيبية بمنطقة العوامة في مدينة طنجة جدلاً واسعاً، بعد تداول مقاطع فيديو تظهر غناء وتصفيقاً ورقصاً أحيته فرقة موسيقية داخل الفضاء المخصص للعبادة، وهو ما اعتبره كثيرون إساءة صريحة لقدسية المكان.
وأصدرت الزاوية العجيبية بلاغاً توضيحياً عبّرت فيه عن استنكارها الشديد للواقعة، معتبرة ما جرى “تعدياً صارخاً على حرمة المسجد”، ومشددة على أن الحفل أُقيم دون علم أو ترخيص من شيخ الزاوية أو القائمين عليها.
كما وصفت المنظمين بأنهم “منشقون عن المنهج الصوفي السليم”، واتهمتهم بتحويل فضاء روحي إلى ساحة للغناء والفرجة.
وأضاف البلاغ أن مثل هذه التصرفات لا تمت بأي صلة إلى تعاليم التصوف التي تقوم على الزهد والوقار، معتبراً أن الحادثة تسيء إلى سمعة الزاوية وتاريخها الممتد منذ عهد مؤسسها العارف بالله أحمد بن عجيبة، مؤكدة في الآن ذاته عدم مسؤوليتها عن ما وقع، ومشددة على التزامها بحماية رسالتها الروحية ومكانتها داخل المجتمع.
في المقابل، حاولت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على الطريقة العجيبية الدرقاوية الشاذلية تبرير إقامة الحفل، معتبرة أن تنظيمه داخل المسجد لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
واستشهدت بأحاديث نبوية تجيز إعلان الزواج في المساجد وضرب الدف، وبواقعة سماح النبي ﷺ للعب الحبشة بالحراب داخل المسجد النبوي.
الواقعة التي تعود إلى 15 يونيو الجاري، فجّرت موجة من ردود الفعل المتباينة بين من رأى فيها انتهاكاً صريحاً لقدسية المساجد، ومن دافع عنها بوصفها مظهراً من مظاهر الفرح المشروع.