مع انطلاق موسم الصيف، عاد الحديث من جديد عن واقع شاطئ مرقالة، الأقرب إلى قلب مدينة طنجة، والذي لا يزال يعاني من اختلالات بنيوية في تدبيره وتجهيزه، رغم كونه المتنفس الرئيسي لآلاف الزوار يوميا، من ساكنة المدينة وزوارها.
وفي ذات السياق، سجل عدد من مرتادي الشاطئ بداية هذا الموسم استمرار نفس الممارسات التي تطبع كل صيف: عملية شفط لمياه آسنة متجمعة في البرك القريبة، ثم تغطيتها بالرمال، وتسوية المساحات بشكل سطحي، في مشهد يبدو أقرب إلى سياسة “كور و عطي لعوار” التي باتت نهجًا سنويًا، بدل المعالجة الجذرية للمشكل البيئي والصحي.
من جهة أخرى، يُطرح تساؤل حقيقي حول غياب التجهيزات الأساسية في شاطئ بهذا الحجم والموقع، حيث لم يتم تثبيت سوى خمس عشرة مظلة قشية، رغم أن عدد المصطافين يوميا يتجاوز 2000 شخص، ما يخلق حالة من التزاحم والتوتر وسط أجواء حرّ الصيف.
وفي هذا الإطار، يرى مهتمون بالشأن المحلي أن شاطئ مرقالة، الذي يفترض أن يكون واجهة سياحية مشرفة لمدينة طنجة، يحتاج إلى عناية خاصة تفوق تلك المخصصة لغيره من الشواطئ، سواء من حيث البنية التحتية أو من حيث النظافة والمراقبة والخدمات.
وفي مقابل هذا الوضع، تُطرح أسئلة حول دور المؤسسات الكبرى في دعم هذا الفضاء الحيوي، خاصة وكالة طنجة المتوسط التي تتوفر على إمكانيات لوجستية ومادية هائلة، كان بالإمكان توظيفها في دعم تجهيزات الشاطئ، والمساهمة في تأهيله بيئياً وسياحياً.
ويبقى شاطئ مرقالة مرآة حقيقية لسياسات التدبير الترقيعي، حيث تُغطى المشاكل المزمنة بطبقات رملية موسمية، دون حلول مستدامة، رغم ما يمثله من أهمية جغرافية وسياحية للمدينة.