كشفت مصادر خاصة لموقع طنخرينو أن فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية البارزة بحزب الأصالة والمعاصرة وعضو القيادة الثلاثية في الحزب، تستعد للقيام بزيارة إلى مدينة طنجة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما بدأت ملامح الانقسام تظهر بشكل علني داخل “الجرار” على مستوى إقليم طنجة أصيلة.
وفي ذات السياق، من المرتقب أن تعقد المنصوري اجتماعات مكثفة مع عدد من الوجوه الثقيلة داخل الحزب، أبرزهم عمدة طنجة منير ليموري، والأمين الجهوي عبد اللطيف الغلبروزي، ومحمد الحميدي، رئيس المجلس الإقليمي، ثم البرلماني عادل الدفوف، في مسعى عاجل لـ”رأب الصدع” المتنامي، وإقناع الجميع بضرورة التهدئة، أو على الأقل تأجيل “التراشق الداخلي” إلى ما بعد الانتخابات.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الزوبعة التي أثارها محمد الحميدي بعدما أعلن استقالته من رئاسة فريق “الجرار” بالمجلس الجماعي لطنجة، في مشهد بدا أقرب إلى عرض مسرحي قصير من كونه موقفاً تنظيمياً مدروساً، حيث اختار توقيتاً حساساً ليبعث برسائل متعددة الجهات، خصوصاً بعد تعاطفه “المفاجئ” مع البرلمانية الاتحادية سلوى الدمناتي، ما فتح شهية التكهنات، وأربك توازنات الحزب داخلياً.
وفي هذا الإطار، تحاول المنصوري أن تعيد شيئاً من “الانضباط الحزبي” إلى تنظيم يبدو أن قطاره فقد السكة منذ أشهر، وسط تضارب المصالح الشخصية وتآكل الثقة بين عدد من المنتسبين إليه، ممن أصبحوا يتقنون فنّ المناورات أكثر من إتقانهم لبرامج العمل السياسي.
أما الغرض الحقيقي من الزيارة، فهو أبعد ما يكون عن المجاملات التنظيمية، إذ يسعى الحزب إلى تفادي مسلسل انهيار داخلي قبيل الانتخابات، التي يبدو أنها ستكون فاصلة ليس فقط في مصير “الجرار” بطنجة، بل في مستقبله داخل عدد من المدن الكبرى، حيث الكل داخل الحزب يدرك أن التماسك ولو شكلياً أصبح ضرورة ملحة، لأن الهدم من الداخل قد يكون أسرع من أية ضربة خارجية.
وفي الوقت الذي تتكثف فيه اللقاءات التحضيرية للزيارة، لا يُخفي بعض المقربين من المنصوري قلقهم من فشل المهمة قبل أن تبدأ، بسبب ما يعتبرونه “جموداً إرادياً” لدى بعض القيادات المحلية، التي لم تعد تستسيغ لا التعليمات الفوقية ولا محاولات التهدئة، خاصة إذا كانت صادرة عن “الرباط”.
ويبقى السؤال مفتوحا: هل تنجح فاطمة الزهراء المنصوري في إعادة ترتيب الأوراق داخل الحزب بعاصمة البوغاز، أم أن المشهد الحزبي هناك دخل فعلاً مرحلة الانفلات، حيث لا تنفع زيارات الطمأنة ولا خطابات الوحدة، لأن الجميع بات منشغلاً بحساباته الخاصة أكثر من انشغاله بمستقبل الحزب؟
الجواب مؤجل… لكن رائحة الحطب المحترق داخل “الجرار” باتت تُشم من بعيد.