تم مساء الجمعة بشفشاون تكريم الأديب والروائي المغربي، محمد سالم الشرقاوي، والذي تسلم “درع الإبداع” من جمعية أصدقاء المعتمد، تقديرا لعطائه الإبداعي ولمسيرته الثقافية والإعلامية والأكاديمية الغن ية.
وشكل هذا الحفل، الذي يندرج ضمن البرنامج الثقافي “في حضرة المعتمد”، مناسبة لتسليط الضوء على المنجز والعطاء السردي للكاتب محمد سالم الشرقاوي، وتقديم دراسات نقدية وشهادات حية حول مساره الروائي.
وتميز اللقاء، الذي حضره نخبة من الباحثين والكتاب والفنانين والمهتمين، بعروض تقديمية ترصد التراكم الإبداعي للكاتب الشرقاوي، الذي ضمنه في كتاب “السيرة الكاملة”، الذي استعاد عوالم السرد في روايتي “إمارة البئر” و”قدر الحساء”، اللتين تشكلان ضلعي الثنائية السردية الطويلة “السيرة والاخلاص”.
وبهذه المناسبة، سلط المتدخلون الضوء على الميزة الأدبية والقيمة التاريخية والاجتماعية والسياسية لسرديات الشرقاوي التي تغوص في سرديات لها أزمنة وأمكنة مختلفة في الصحراء المغربية.
وأجمعت المداخلات، التي قدمها الاعلامي والشاعر أحمد عدة، وأستاذ التعليم العالي الحافظ حواز، والمحامي والحقوقي، نوفل البوعمري، على أن خاصي ة إبداع محمد سالم الشرقاوي مغايرة لما هو معتاد م ن الكتابات الأدبية، وتحيل على قدرته البارعة في فن الاختزال والتصوير ونظم السرد وأداء الحوار المركز بمفردات محلية بسيطة.
وأضافوا أن إبداع محمد سالم الشرقاوي جعله يضطلع بدور “المؤرخ” و”الواصف العارف والدقيق في وصفه” الذي يعطي العنان لقدرته الفكرية ولقلمه وخياله لتفكيك خصوصيات وخيوط هذا الواقع ويستنطقها ويجعلها في متناول القارئ.
كما أشار المتدخلون الى أن اللغة عند الشرقاوي “سحرية وأنيقة ومؤثرة” في ذات الوقت، تدفع القارئ والمتلقي الى الانغماس في بيئة كتابته.
بالمناسبة، اعتبر محمد سالم الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “التخصص في أدب الصحراء وقيمها ومعارفها، يعتبر الهدف الذي يضعه نصب عينيه، حتى لا يسير ركبنا في اتجاه واحد، فيصبح أدبنا مدينيا بالكامل، يرفع مزايا المدينة وينتهي على حدود أسوارها، من دون أن ننتبه إلى فضائل التعددية التي تعزز أصالة بلدنا ونزوعه إلى المعاصرة”.
من جهته، أبرز الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد، عبد الحق بن رحمون، أن برنامج “في حضرة المعتمد”، المنظم بتعاون مع عمالة إقليم شفشاون والجماعة الحضرية والمجلس الإقليمي للسياحة والمديرية الجهوية لقطاع الثقافة بطنجة، يهدف إلى المساهمة في تنشيط الحركة الثقافية بمدينة وإقليم شفشاون، باستضافة نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية والفنية المرموقة.
