في خطوة غير مسبوقة تعكس إشعاع المبادرات المغربية في الخارج، تلقى شاب مغربي مقيم بمدينة ملقا الإسبانية رسالة رسمية من القصر الملكي الإسباني “لازارزويلا”، تُفيد بأن مقترحه الثقافي المتعلق بتكريم النساء المتطوعات خلال فيضانات فالنسيا، حظي باهتمام ومتابعة من المؤسسة الملكية.
المراسلة، المؤرخة في 9 يونيو الجاري، والموقعة من طرف رامون رودريغيز إغليسياس، جاءت جوابا على مبادرة تقدم بها هشام التهامي، رئيس جمعية AML المغربية للتربية والتنمية بمدينة طنجة، والذي اقترح تنظيم لقاء مع جلالة الملكة الإسبانية لتقديم مشروع ثقافي يُسلّط الضوء على الدور المحوري الذي قامت به النساء المتطوعات خلال كارثة الفيضانات، وتكريم مساهمتهن الإنسانية.
وأكدت الرسالة الملكية أن طلب التهامي قد أُدرج ضمن الطلبات التي تم أخذها بعين الاعتبار، وأنه في حال سمح جدول أعمال جلالة الملكة، فسيتم التنسيق معه لتحديد موعد للقاء، مع التنبيه إلى أن الكم الكبير من المراسلات قد يفرض بعض التأخر في برمجة المواعيد.
ويُعد هشام التهامي من الوجوه الشابة التي بصمت على مسار لافت في العمل الجمعوي، إذ لا يفتأ يُطلق مبادرات إنسانية وثقافية تعكس الوجه المشرق للمغاربة المقيمين بالخارج، وتسعى إلى مد جسور التواصل بين المجتمع المدني المغربي ونظيره الأوروبي.
وفي تعليقه على التفاعل الملكي، عبّر التهامي عن اعتزازه الكبير بهذا الرد، معتبرا أن مجرد أخذ المبادرة بعين الاعتبار هو “انتصار رمزي للعمل التطوعي، واعتراف ضمني بقيمة المقترحات القادمة من أبناء الجالية المغربية”.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تنامي حضور الكفاءات المغربية بالخارج في المشهد الأوروبي، ومساهمتها المتزايدة في ترسيخ قيم التضامن والعيش المشترك، خصوصا في ظل ما تعرفه عدد من الدول من أزمات طبيعية تستدعي تضافر الجهود الرسمية والمدنية.