استفاق مجلس مقاطعة بني مكادة، صباح اليوم الإثنين، على وقع مفاجأة غير مفاجئة: تأجيل دورة يونيو العادية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
وتثبت المناسبة مرة أخرى أن المجلس، أو ما تبقى منه، يعيش على صفيح ساخن منذ شهور، في مشهد أقرب إلى مسرحية عبثية منه إلى مؤسسة منتخبة يفترض أنها تخدم الساكنة.
وفي هذا الإطار، لم يجد رئيس المقاطعة، محمد الحمامي، ما يفعله إزاء هذا الفشل سوى انتظار يوم الجمعة المقبل، عله يجد من يُكمل به النصاب القانوني، بعد أن فر أغلب أعضاء “أغلبيته” عن قاعة الاجتماع، احتجاجا حسب مصادر متطابقة على ما وصفوه بـ”التسيير الارتجالي” و”الغياب المزمن” للرئيس، الذي يبدو أنه يعرف كل شيء عن المقاطعة ما عدا مرافقها.
من جهة أخرى، بدأ الحديث داخل الصالونات السياسية عن “تفكك الأغلبية” لا كاحتمال وارد، بل كحقيقة ميدانية قائمة، إذ تشير الوقائع إلى أن الرئيس الاستقلالي فقد السيطرة على تماسك فريقه، وبدأ يسير المجلس بطريقة أقرب إلى التسيير بالواتساب منها إلى العمل المؤسساتي.
وفي ذات السياق، عبر عدد من متتبعي الشأن المحلي عن امتعاضهم من هذا المشهد المتكرر، حيث بات غياب النصاب القاعدة لا الاستثناء، فيما تنتظر ملفات حيوية من نظافة الأحياء إلى مشاريع التهيئة من ينفض عنها الغبار، لكن يبدو أن الانشغالات الشخصية لبعض المسؤولين تأتي أولا، والباقي “إلى حين ميسرة”.
جدير بالذكر أن مقاطعة بني مكادة تعد من أكبر وأهم المقاطعات بمدينة طنجة، غير أن مجلسها المنتخب أو ما تبقى من ظله بات عاجزا عن عقد دورة عادية، في وقت تتراكم فيه انتظارات الساكنة ،وبين رئيس غائب وأغلبية غاضبة، يبقى السؤال: من يسير فعليا هذه المقاطعة؟ الجواب قد يأتي يوم الجمعة أو لا يأتي.