انطلقت اليوم الجمعة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة أشغال الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي للتعاون الجامعة-المقاولة، بمشاركة ثلة من الخبراء والأكاديميين، لبحث قدرة المقاولات على الجمع بين المردودية والاستدامة للرفع من التنافسية.
وتندرج هذه الدورة من المؤتمر، المنظمة بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST)، ضمن الدينامية الوطنية الرامية إلى بناء نموذج مقاولاتي عالي الأداء على الصعيد الاقتصادي، وملتزم على المستويين البيئي والاجتماعي.
كما سيتم خلال المؤتمر استعراض التوجهات الكبرى للمملكة المغربية في مجال الانتقال البيئي، والتنافسية المستدامة، والالتزام المجتمعي للمقاولات.
ويشكل هذا الملتقى فضاء للنقاش بين الجامعيين والباحثين والمهنيين وأرباب القرار حول رهان محوري يتمثل في “فهم وتشجيع الآليات الكفيلة بالجمع بين المردودية الاقتصادية والتأثير الإيجابي المستدام” بالنسيج الاقتصادي والمقاولاتي.
في كلمة خلال افتتاح الندوة الأولى حول “المردودية والاستدامة : تأملات وممارسات”، أكدت الأستاذة الجامعية سعاد بونك اب، أنه بعيدا عن مفترق الطرق الذي توجد فيه عدد من المقاولات في اختيارها الاستدامة أو المردودية، يتعين البحث عن التكامل بين المجالين، للخروج بنموذج يجمع بين الأداء الاقتصادي العالي والالتزام بالمقاربة البيئية والمسؤولية الاجتماعية للمقاولات.
واعتبرت أن المقاولات الأكثر مرونة وقدرة على الصمود هي التي تمكنت من إدماج البعد البيئي ضمن منظومة عملها، لاسيما في ظل التحولات الاقتصادية الدولية المرتبطة بالإكراهات البيئية وضرورة خفض البصمة الكربونية.
من جانبه، تطرق عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، مصطفى مشرافي، إلى تأثير الشبكات الاجتماعية على رسم استراتيجيات المقاولات في مجال الاستدامة البيئية.
بدورها، تناولت نائبة رئيس الجامعة البرتغالية ببورتو، ماريا دو روساريو بيريرا، السياسة الجبائية المفروضة من الدول ومن التكتلات الاقتصادية الدولية من أجل دعم التحول البيئي والحكامة الجيدة بالمقاولات.
وتطرقت باقي المداخلات خلال الجلسة الأولى إلى التأمين عن الأنشطة البيئية والاجتماعية والحكامة للمقاولات بالبلدان الأوروبية، وتأثير التعاون بين الشركات في مجال الاستدامة ورفع الأداء، والمقاربات القطاعية والمؤسساتية للمردودية والاستدامة، كما سيتم عقد 8 ورشات موازية حول مجموعة من المواضيع ذات الصلة بالمردودية والاستدامة.
وينتظر أن تنشر أهم الأوراق البحثية المقدمة في هذا المؤتمر العلمي، والتي يفوق عددها 100 ورقة يقدمها أكاديميون وباحثون من المغرب وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وبولونيا وصربيا، ضمن منشورات “عالم المتوسط”، والتي تعتبر من بين المنشورات العلمية المحكمة.
