تعيش ساكنة حي المجاهدين بمدينة طنجة، وتحديدا بمنطقة مسنانة كولف، وضعا متأزما ومتفاقما منذ أسابيع، نتيجة ورش بناء تابع لمنعش عقاري معروف في المدينة، لا يتقيد بأوقات العمل القانونية ولا بأبسط شروط السلامة والراحة المفترض توفيرها للساكنة المجاورة.
وكشفت مصادر “طنخرينو” أن حياة السكان تحولت إلى عذاب يومي بسبب استمرار الأشغال ليلاً ونهارا، في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام القوانين التنظيمية والبيئية الجاري بها العمل.
وفي ذات السياق، عبّر عدد من سكان الحي عن سخطهم الشديد من الوضع الذي وصفوه بـ”غير المحتمل”، مؤكدين أن الضوضاء الصادرة عن الآليات الثقيلة وأصوات الحفر والشاحنات لا تتوقف حتى ساعات متأخرة من الليل، وهو ما يحرم العائلات من النوم ويؤثر سلبا على الأطفال والمسنين والمرضى.
كما أشار بعض المتضررين إلى أن الانبعاثات الغبارية الناجمة عن الأشغال بدأت تتسبب في مشاكل تنفسية لبعض السكان، في غياب تام لأي تدابير وقائية من قبل الشركة المشرفة على الورش.
من جهة أخرى، أثارت هذه التجاوزات ردود فعل غاضبة في أوساط الساكنة، التي قامت بعدة مراسلات وشكايات إلى السلطات المحلية، مطالبة بالتدخل العاجل لوقف ما أسموه بـ”الفوضى الممنهجة”، لكن دون جدوى، إذ لم يُسجل أي تفاعل رسمي يُذكر، ما عزز شعور المواطنين بالتهميش وفقدان الثقة في جدية المؤسسات المعنية بحماية الحقوق اليومية للمواطن.
وفي هذا الإطار، دعت فعاليات مدنية وحقوقية بالمنطقة والي جهة طنجة تطوان الحسيمة إلى فتح تحقيق نزيه وشامل في ظروف إنجاز هذا المشروع العقاري، ومدى احترامه للضوابط القانونية، خاصة المتعلقة بأوقات الأشغال وتراخيص البناء والسلامة البيئية، معتبرة أن استمرار الصمت من طرف السلطات المحلية “يُغذي حالة التسيب ويضرب بمبدأ سيادة القانون عرض الحائط”.
يُشار إلى أن منطقة المجاهدين شهدت في السنوات الأخيرة توسعا عمرانياً كبيراً، رافقه ظهور عدد من المشاريع السكنية الخاصة، بعضها أُنجز في ظروف أثارت الكثير من الجدل بسبب خروقات على مستوى التعمير والتأثير البيئي.
ويخشى متابعون أن يؤدي التراخي في مراقبة هذه الأوراش إلى تكريس منطق “الريع العقاري” وضرب حقوق السكان الأصليين في التمتع بمحيط آمن وسليم.
ويبقى السؤال مطروحا: إلى متى ستظل ممارسات بعض المنعشين العقاريين تمر دون حسيب أو رقيب، رغم ما تخلفه من أضرار جسيمة على مستوى البيئة والسكينة العامة؟ وهل سيتدخل الوالي لوضع حد لهذه الخروقات المتكررة واسترجاع هيبة القانون في واحدة من أهم مدن شمال المملكة المغربية؟