مدينة طنجة التي يُفترض أنها تقف على عتبة أوروبا وتستشرف النموذج التنموي الجديد، و التي كانت تتنفس كرة القدم عبر القنوات الإسبانية، وتُحلل ساكنتها أهداف “روماريو” و”بوتراغينيو” ، يبدو أن سقف الطموح قد انخفض لدرجة بات فيها البقاء في القسم الأول يستحق حفلاً فاخراً ومأدبة عشاء رسمية!
وفي هذا الإطار، نظّمت إدارة نادي اتحاد طنجة، مساء يوم أمس الأربعاء، حفلاً ضخماً بأحد الفنادق المصنفة، احتفالاً بـ”إنجاز الموسم”: البقاء في القسم الأول ،حيث عرف الحفل حضور والي الجهة، عمدة المدينة، رئيس مجلس الجهة، رئيس مجلس العمالة، وعدد من الشخصيات الذين تعاملوا مع المناسبة وكأن الفريق عاد من نهائي دوري أبطال إفريقيا، لا من مباراة تفادي السقوط ،حيث تخلل الحفل عشاء فاخر، فقرات فنية، وتصفيقات حارة للاعبين الذين بكل أمانة أنقذوا الفريق من كارثة كانت وشيكة.
من جهة أخرى، لم يسجَّل حضور أعضاء الشركة الرياضية للنادي، ربما لأن “البقاء” لا يُعتبر إنجازا كبيرا في سجلات المساهمين، أو لأنهم لم يروا داعيا لارتداء البدلات الرسمية، إذ هم على عكس الحاضرين ما زالوا يفرقون بين البقاء والبطولة، وبين الإنجاز والواجب.
وبقليل من الرجوع إلى الوراء، نستحضر كيف كانت ساكنة عاصمة البوغاز، قبل عقود، تتابع كرة القدم الأوروبية من فوق الأسطح، تلاحق الإشارة الإسبانية كما تلاحق اليوم فرصة النجاة من السقوط.
واليوم، ومع كل ما تحقق من تطور، لم تعد المدينة تطارد الإشارة بل تطارد النقاط الثلاث لتضمن بقاءها بين الكبار، وتحتفل بذلك بكل فخر وكأن اللقب في الجيب.
وفي هذا الإطار، تم تكريم عدد من اللاعبين، أبرزهم حميد المعالي، حمزة الواسطي، وعلي الحراق، على مجهوداتهم، وسط تصفيق جماهيري وصفه البعض بأنه يشبه تصفيق وداع وليس تصفيق أبطال.
ويبقى السؤال المطروح، إلى متى سيظل جمهور طنجة يحتفل بالنجاة بدل المنافسة؟ وهل قدر هذه المدينة أن تكتفي بفتات البقاء، وهي التي كانت تأمل أن ترى فريقها يوماً ما ينافس قارياً، لا فقط محلياً في أسفل الترتيب؟أم أننا مطالبون مستقبلاً بتهنئة الفرق التي تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة بموائد عشاء وديباجات تكريم؟
في انتظار موسم جديد، نتمنى ألا يُنظم الحفل المقبل على شرف المراكز المكهربة!