يعيش مطار ابن بطوطة الدولي بمدينة طنجة، التي تستعد لاحتضان بطولتي كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية، على وقع حالة من الفوضى والاكتظاظ الشديد، في مشهد يثير الكثير من التساؤلات حول قدرة هذه البنية التحتية الحيوية على مواكبة الاستحقاقات الدولية المقبلة.
وفي هذا الإطار، رصد عدد من المسافرين والمسافرات مظاهر سوء التنظيم وتأخر الخدمات، خصوصاً في قاعات الانتظار والتفتيش، إلى جانب ضعف المرافق الأساسية داخل المطار، مثل دورات المياه، وقلة أماكن الجلوس، وغياب التوجيهات والإرشادات باللغة الفرنسية والإنجليزية، ما يعرقل حركة السياح والوافدين الأجانب.
من جهة أخرى، أبدى مواطنون مغاربة استياءهم من الأوضاع الحالية داخل المطار، خاصة مع توافد أعداد متزايدة من المسافرين رغم أن فصل الصيف لم يبدأ بعد، وهو الفصل الذي يعرف عادةً ذروة وصول الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما ينبئ بصيف ساخن قد تختنق فيه مرافق المطار أكثر إذا لم يتم تدارك الأمر بشكل عاجل.
وفي ذات السياق، عبّر مهنيون في قطاع السياحة والنقل الجوي عن تخوفاتهم من تأثير هذه الاختلالات على صورة المدينة، خاصة وأن طنجة باتت واجهة سياحية واقتصادية للمغرب، ومن المفترض أن تقدم تجربة سفر سلسة ومشرفة تعكس تطور البلاد واستعدادها لتنظيم كبريات التظاهرات الرياضية.
وبحسب مصادر من داخل المطار، فإن الضغط المتزايد على المرافق يعود إلى نقص الموارد البشرية والتقنية، إلى جانب تأخر بعض مشاريع التوسعة والتحديث، وهو ما يفرض تدخلاً عاجلاً من الجهات الوصية لإعادة هيكلة البنية التشغيلية وضمان سلاسة الخدمات المقدمة.
وتجدر الإشارة إلى أن مطار ابن بطوطة يلعب دوراً محورياً في الربط الجوي بين شمال المملكة والعالم، مما يجعل تحسين خدماته ضرورة ملحة، خاصة في ظل الرهانات الكبرى التي تنتظر عاصمة البوغاز كحاضنة للأحداث القارية والدولية.