خطوة “خضراء” تبنّتها جماعة اكزناية، أثارت حينها موجة من التفاؤل، حيث صادقت الجماعة خلال الأشهر الماضية على صفقة وُصفت بـ”الصديقة للبيئة”، خُصصت لاقتناء سيارات كهربائية، في مسعى لتقليص استهلاك المحروقات ومجاراة التوجه الوطني نحو بيئة أنظف وهواء أنقى، على الأقل على مستوى الشعارات.
وهلّلت الساكنة للخبر آنذاك، متخيلة سيارات كهربائية تلمع في الشمس قرب مقر الجماعة، تنقل الموظفين بنعومة وسلاسة، وتحمل راية المستقبل النظيف غير أن هناك مستجدات طارئة حصلت في الفترة الممتدة بين يوم المصادقة على الصفقة خلال دورة المجلس وواقع اليوم، حيث يبدو أن الكهرباء لم تصل بعد… أو لعل السيارات ضلت طريقها!
وفي ذات السياق، وبعد مرور عام كامل، نعم، 365 يوما و”شحنات” من الصبر، لم يظهر في حظيرة جماعة اكزناية أي أثر لتلك السيارات الموعودة، حيث تم رصد سيارة كهربائية وحيدة وهي تتجول في كورنيش سيدي قاسم باكزناية، لكنها ولسوء الحظ لم تكن من نوع “تيسلا” ولا “رينو زوي”، بل كانت سيارة ألعاب صغيرة يقودها طفل مبتهج، ربما هو الوحيد الذي استفاد فعلياً من هذا المشروع.
ومن جهة أخرى، يطرح المواطن البسيط، الذي لا يملك لا سيارة كهربائية ولا حتى دراجة هوائية، سؤالاً بريئاً: أين هي السيارات؟ بل، والأهم، أين ذهبت أموال الصفقة؟
وفي هذا الإطار، أشار مصدر داخل الجماعة “رفض الإفصاح عن نوع بطاريته” إلى أن “الأمور تسير وفق الإجراءات القانونية” وأن “التأخير له أسباب تقنية” وهي عبارة تصلح دائماً لتفسير كل شيء، من تعثر المشاريع إلى انقطاع الماء والكهرباء.
وبين تساؤلات الشارع وتطمينات المسؤولين، يبقى السؤال معلقاً في الأفق، كالكابل الذي لم يتم ربطه: هل ستصل السيارات الكهربائية قبل أن تتحول الجماعة إلى جماعة رقمية بالكامل؟ أم أن المشروع سيُشحن إلى أجل غير مسمى؟
وإلى حين ذلك، سنكتفي بمشاهدة أطفال كورنيش سيدي قاسم وهم يقودون سياراتهم الصغيرة… فعلى الأقل، هم أوفوا بالوعد!