نظم العشرات من الأساتذة والأستاذات بمدينة طنجة وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، للتنديد بجريمة مقتل الأستاذة هاجر على يد طالب، في حادثة صدمت الرأي العام وأعادت إلى الواجهة ملف العنف المتزايد داخل المؤسسات التعليمية.
الوقفة جاءت استجابة لدعوة تنسيقيات نقابية لخوض إضراب وطني يوم 16 أبريل، مرفوق بسلسلة من الوقفات الاحتجاجية بمختلف المدن، رفضًا لما وصفوه بـ”الاستهداف اليومي” الذي تتعرض له الأطر التربوية.
وردد المحتجون شعارات قوية تندد بما اعتبروه “تطبيعًا مع العنف في الفضاء المدرسي”، مطالبين الحكومة بتحمل مسؤوليتها في حماية الأساتذة وضمان كرامتهم وسلامتهم الجسدية والمعنوية داخل المؤسسات.
وأكد “ياسين بن سليمان”، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم، أن حوادث العنف ضد الأساتذة أصبحت متكررة بشكل مقلق، مشيرا إلى أن احتجاجات الأساتذة في طنجة تكاد تنظم كل أسبوعين بسبب الاعتداءات المتواصلة.
وعزا “بن سليمان” تفشي هذا السلوك إلى ما وصفه بـ”غياب التربية” في مختلف الحلقات المرتبطة بالطفل، سواء في الأسرة أو المدرسة أو الشارع، بالإضافة إلى ضعف الإجراءات الزجرية التي لا تردع التلاميذ عن ممارسة العنف.
وأضاف المتحدث أن بعض المذكرات الوزارية ساهمت في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب، متهما الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتشويه صورة الأستاذ، وتصويره كعدو أو مقصر، في مقابل تجاهل التحديات اليومية التي يواجهها.
وختم “بن سليمان” بتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة، متسائلا عن أسباب صمتها تجاه جريمة بشعة هزّت المجتمع، مطالبا بإصلاح شامل للمنظومة القانونية والتعليمية بما يضمن كرامة رجال ونساء التعليم ويصون مكانتهم داخل المجتمع.