شهدت مدينة أصيلة خلال الفترة من 1 إلى 3 أبريل الجاري مبادرة ثقافية متميزة جمعت بين شباب مغاربة ووفد طلابي وأكاديمي أمريكي قدم من مؤسستي Northfield Mount Hermon School وBRAZIL CULTURAL، وذلك في إطار برنامج تبادل ثقافي نظمه المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب.
وشكلت الزيارة مناسبة لتفعيل جملة من الأنشطة التي جمعت بين الطابع الفني والبيئي والثقافي، حيث شارك الشباب من كلا البلدين في رسم جدارية فنية بثانوية وادي الذهب التأهيلية، أشرفت على تنفيذها الفنانة التشكيلية سوسن المليحي، وحملت الجدارية رسائل رمزية حول التسامح والتعدد الثقافي.
وتوزعت الفعاليات كذلك بين حلقات نقاش تطرقت لمواضيع تتعلق بدور الشباب في العمل التطوعي وأهمية انخراطهم في خدمة مجتمعاتهم، إلى جانب جلسات لتبادل وجهات النظر والمعارف بين الثقافتين المغربية والأمريكية، ما أضفى طابعا تفاعليا عزز روح التفاهم المشترك.
وكان للجانب البيئي نصيب مهم من الزيارة، إذ ساهم المشاركون في حملة تنظيف شاطئ أصيلة، كما أقيمت أنشطة رياضية لتعزيز الوعي بقضايا البيئة.
واستكمل البرنامج بجولات استكشافية داخل المدينة شملت معالم ثقافية مثل قصر الثقافة، ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ومكتبة الأمير بندر بن سلطان، حيث تعرّف الوفد على الجهود المحلية في دعم الثقافة والحفاظ على التراث.
وفي خطوة لتعميق تجربة التبادل، خُصصت ورشة لتعليم الطبخ المغربي بمركز التربية والتكوين، أتيحت فيها الفرصة للضيوف لاكتشاف أسرار المطبخ المحلي وتذوق أطباقه التقليدية، في لحظة تقاطعت فيها النكهات مع التعارف الثقافي.
كما زار الوفد الأمريكي الفضاءات العامة والمرافق الفنية التي تميز المدينة، وتعرّف على الإرث الفني لرواد الحركة التشكيلية المغربية، وعلى رأسهم الراحلان محمد المليحي وفريد بلكاهية.
وتضمنت الزيارة أيضا استحضار مسار محمد بن عيسى، مؤسس موسم أصيلة الثقافي، الذي ساهم في وضع المدينة على خريطة الثقافة العالمية.
وقد أشرفت هبة لزاري وملك إيصبويا على تنسيق مختلف مراحل المبادرة، التي لاقت دعما من السلطات المحلية وعدد من الفاعلين المدنيين، في تجربة وصفت بأنها تجسيد حي لقيم الحوار والانفتاح بين الأجيال الشابة من خلفيات حضارية متنوعة.







