أعربت جهات مهنية بميناء أصيلة عن قلقها إزاء السماح لأحد المستثمرين باستكمال مشروع إنشاء مزرعة لتربية الدواجن بالقرب من قنطرة وادي غريفة، محذرة من الآثار البيئية المحتملة على السواحل المحلية والبيئة البحرية.
وفي هذا السياق، أكد “الزبير بن سعدون”، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، أن الترخيص لهذا المشروع في موقعه الحالي قد يؤدي إلى مشكلات بيئية خطيرة، حيث يُحتمل أن تتسرب ملوثات إلى مياه الوادي، ومنها إلى البحر، مما يشكل تهديدًا إضافيًا للحياة البحرية في المنطقة، التي تعاني بالفعل من تراجع في العديد من الأصناف السمكية التي كانت وفيرة في السابق.
وأوضح “بن سعدون” أن سواحل أصيلة ليست بحاجة إلى مزيد من التأثيرات البيئية السلبية، مشيرًا إلى أن مزرعة الدواجن قد تفرز مواد كيميائية سامة تؤثر على الكائنات البحرية بوادي غريفة، الذي يُعتبر موطنًا لعدة أصناف بحري, كما أن تسرب هذه المواد إلى مياه السواحل قد يفاقم الوضع البيئي في المنطقة.
وأضاف أن المصايد البحرية بسواحل أصيلة تواجه تحديات مقلقة، سواء كانت طبيعية أو بشرية، مما يفرض البحث عن حلول مستدامة لاستعادة ازدهار المصايد المحلية، التي كانت تُعدّ سابقًا من بين أهم مناطق الصيد في البلاد.
وشدد أيضا على ضرورة التركيز على أنشطة بحرية بديلة تدعم الاقتصاد المحلي، مثل تربية الأحياء المائية، والسياحة البحرية، والحفاظ على المناطق المحمية، إلى جانب تعزيز التنظيمات المهنية لضمان استدامة الثروات البحرية وتثمين المنتوج البحري بما يخدم التنمية الاقتصادية للمدينة.