شهدت مدينة طنجة، يوم أمس، تنظيم ندوة تكريمية تحت اسم يوم العرفان من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والثقافي، التي تُعتبر أحد الأذرع الجمعوية البارزة لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة طنجة.
وكان المستشار البرلماني يوسف بنجلون، المنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الشخصية المحورية في هذا الحدث، مما أعاد إلى الواجهة الحديث عن إمكانية انتقاله رسمياً إلى حزب الأحرار، خاصة بعد تداول هذا السيناريو في الصالونات السياسية بمدينة طنجة خلال الفترة الماضية.
ما عزز هذه الفرضية هو الحضور البارز لقيادات من حزب الحمامة في هذه الندوة، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً على تقارب سياسي قد يتبلور قريبا.
ويأتي هذا في سياق علاقة متوترة سابقة بين الطرفين، إذ فقد بنجلون رئاسة الغرفة المتوسطية للصيد البحري بعد طعون تقدم بها أعضاء من حزب التجمع الوطني للأحرار لدى المحكمة الإدارية، ما أدى إلى إسقاط رئاسته، دون أن يثنيه ذلك عن إعادة تقييم موقفه السياسي والانضمام إلى حزب أخنوش استعداداً للانتخابات المقبلة.
ويرى متتبعي الشأن المحلي بمدينة طنجة أن هذا الحدث لم يكن مجرد حدث تكريمي عابر، بل بدا وكأنه إعلان رسمي عن تحول سياسي كبير في مسيرة بنجلون، هذا التقارب الجديد قد يكون خطوة استراتيجية من بنجلون استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، في محاولة للابتعاد عن الصراعات السياسية التي أثرت على مسيرته في الفترة الأخيرة ،والتركيز على بناء تحالفات جديدة تعزز موقعه في المشهد السياسي المحلي.
يبقى السؤال المطروح ليس حول عودة بنجلون إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، بل حول طبيعة هذه العودة، وهل ستتم بسلاسة تعكس مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي، أم أنها ستعيد إلى الواجهة نفس التقلبات والصراعات التي شهدها حزب الحمامة بين تيار بنجلون وتيار مورو قبيل انتخابات 2021، والتي دفعته آنذاك إلى تغيير وجهته في اللحظات الأخيرة إلى حزب الوردة، حيث ستكون الأيام القادمة كفيلة بكشف ملامح هذا المشهد السياسي المتجدد.