في إطار فعاليات برنامج “رمضانيات طنجة الكبرى” في نسخته الرابعة، شهد رواق محمد اليوسفي بمدينة طنجة ندوة علمية حول “التوظيف الأخلاقي للذكاء الاصطناعي”. الندوة، التي أدارها الأستاذ الجامعي محمد علاوة من جامعة عبد المالك السعدي، جمعت مجموعة من الخبراء والمختصين لمناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي على حاضر ومستقبل المجتمعات.
شارك في الندوة الدكتور رشيد حسون، الطبيب النفسي ومدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة، والخبير الأمريكي أنطوني دايفيد المتخصص في قضايا الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الأستاذ مصطفى زياني الخبير في نفس المجال.
في بداية الندوة، تحدث محمد علاوة عن الذكاء الاصطناعي كإحدى التقنيات الحديثة التي أثارت جدلاً واسعاً بين المؤيدين والمعارضين.
وأشار إلى أهمية أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي أخلاقياً، لافتاً إلى تراجع جودة البحث العلمي في بعض المجالات وما يترتب على ذلك من تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ومدى الاعتماد على نتائجه.
من جانبه، أوضح مصطفى زياني أن الذكاء الاصطناعي ليس حديث العهد بل بدأ ظهوره منذ ما بعد عام 1945 وتطور تدريجياً حتى شهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة.
وأكد على أن جمع المعلومات وتصنيفها بشكل دقيق هو أساس بناء ذكاء اصطناعي فعال وأخلاقي.
كما أشار إلى أن الخوف من الذكاء الاصطناعي غير مبرر، مبيناً أنه أصبح جزءاً أساسياً في حياتنا اليومية.
وأضاف أن المغرب يملك إمكانيات كبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وخاصة في مجال الكتابة.
أما أنطوني دايفيد، فقد لفت النظر إلى التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتحديد ما إذا كان المنتَج هو من صنع الإنسان أو الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن النظم الذكية تعتمد على بيانات من مصادر أمريكية وأوروبية، مما قد يؤدي إلى تحيزات إيديولوجية وسياسية. ودعا إلى جمع المعلومات المحلية للحفاظ على خصوصية كل بلد.
من جهته، تطرق الدكتور رشيد حسون إلى الآثار النفسية والاجتماعية التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن الإنسان بطبيعته يخشى المجهول.
وأكد على أن الاستخدام غير السليم لهذه التقنية قد يؤدي إلى فقدان الوظائف وزيادة البطالة، لا سيما في المهن المتوسطة والبسيطة.
كما شدد على أهمية ضمان شفافية البيانات المخزنة في الذكاء الاصطناعي، خاصة في القطاع الطبي.
وفي النقاش الذي تلا الندوة، تم طرح تساؤلات حول الثقة الكبيرة التي يضعها الجيل الجديد في الذكاء الاصطناعي وتأثير ذلك على البحث العلمي والتعليم الأكاديمي.
كما تم تناول قضية أدلجة الذكاء الاصطناعي، خاصة في سياقات النزاعات السياسية.
وفي ختام الندوة، أكد عبد الواحد بولعيش، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي، على دور العمل الجمعوي في تعزيز الوعي بالقضايا التكنولوجية والأخلاقية، مشيراً إلى أهمية تنظيم هذه الأنشطة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المجتمع في ظل التقدم التكنولوجي.
تُظهر هذه الندوة التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، وأكدت على ضرورة استخدامه بشكل أخلاقي وفعال لخدمة البشرية.