فقدت الساحة الفنية المغربية، ليلة الجمعة-السبت 8 مارس الجاري، واحدة من أبرز أيقوناتها، حيث أسلمت الفنانة القديرة نعيمة سميح الروح بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 73 عاما.
وتعد نعيمة سميح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية المغربية، حيث قدمت مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع، تاركة بصمة خالدة في وجدان عشاق الطرب الأصيل.
وكانت الراحلة قد غادرت المصحة التي كانت تتلقى فيها العلاج بمدينة الرباط بعد استقرار حالتها الصحية، إلا أن تدهور وضعها الصحي في الأيام الأخيرة بسبب مضاعفات داء السرطان أدى إلى وفاتها، لتفقد الساحة الفنية المغربية إحدى أيقوناتها البارزة.
عرفت نعيمة سميح بصوتها العذب وأدائها الصادق، حيث قدمت مجموعة من الأغاني التي ظلت راسخة في قلوب جمهورها، مثل “ياك أجرحي”، و”أحلى صورة”، و”جريت وجاريت”، وغيرها من الروائع التي عبرت من خلالها عن مشاعر الحب والحنين بلمسة فنية أصيلة.
وقد لُقبت الراحلة بسيدة الطرب المغربي نظرا لتأثيرها الكبير في المشهد الفني، حيث جسدت في أعمالها روح التراث المغربي الأصيل، واستطاعت أن تحافظ على مكانتها رغم غيابها عن الساحة الفنية لفترات بسبب ظروفها الصحية.
يشكل رحيل نعيمة سميح خسارة كبيرة للموسيقى المغربية، إذ كانت رمزا للأغنية الراقية التي تحمل في طياتها قيما إنسانية وفنية عميقة.
وقد نعاها العديد من محبيها وزملائها الفنانين، معبرين عن حزنهم لفقدان قامة فنية استثنائية، وأشادوا بدورها الكبير في الحفاظ على الهوية الفنية المغربية. داعين لها بأن يتغمدها الله بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، معربين عن أملهم في أن يلهم أهلها ومحبّيها الصبر والسلوان في هذه اللحظات الصعبة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.