انطلقت قاطرة التحالفات والاصطفافات السياسية بوتيرة متسارعة، وكأنها تستشرف مرحلة جديدة من التغيير الذي قد يطال بعض الرؤوس المسيرة لمجالس إقليم طنجة أصيلة، حيث تتناثر خيوط اللعبة السياسية، وتلوح في الأفق مؤشرات على تحولات قد تهزّ كيانات عاشت ثلاث سنوات من التجربة الجماعية المضطربة، مليئة بالمد والجزر، والانفرادات التي أفرزت عزلةً غير مسبوقة.
ويدور في كواليس الصالونات السياسية ، أن تداخل الاختصاصات والانفراد بالقرارات وتراجع أدوار القيادة باتا سمةً بارزةً لهذه المرحلة، مما يدفع نحو إعادة ترتيب الأوراق في مشهدٍ سياسيٍ يعيد تشكيل نفسه، وسط توقعات بتفكيك تحالفات وولادة أخرى جديدة. فهل تكون هذه الهزات مقدمةً لعملية إعادة بناء شاملة، أم مجرد إعادة ترتيبٍ مؤقتةٍ في لوحةٍ سياسيةٍ متشابكة؟
وحسب مصادر طنخرينو ،فإن الإنقلاب ضد عمدة مدينة طنجة، “البامي” الخارق للعادة ، منير ليموري، اكتملت أركانه رسميا ، بعدما فشل في ترميم أغلبيته،وتحول الصراع داخل مجلس جماعة طنجة إلى خلاف جماعي مباشر مع العمدة ليموري، بعدما بدأ في السابق كخلاف شخصي بين بعض النواب والأعضاء مع العمدة بسبب ما يسمونه “انفراده في التسيير واتخاذ القرارات الانفرادية في تدبير وتسيير المجلس، وسحب التفويضات من نوابه، وتحويل مكتبه من القصر البلدي إلى فيلا بمنطقة السوريين ليظل بعيدا عن أعين المتربصين”، ما جعل الصراع يتطور إلى تحالف كبير يضم أحزاب من الأغلبية وكل فرق المعارضة، للإطاحة بالعمدة.
وأضافت ذات المصادر، أن ” السوبر” عمدة ليموري، قد فشل في الحفاظ على تأييد مستشاري التجمع الوطني للأحرار داخل المجلس ، رغم محاولات وتدخلات قيادات في حزب الأحرار من أجل تسوية الخلاف بينه وبين أعضاء حزب الحمامة .
ويتهم مستشارو الأغلبية المنتمين لحزب الأحرار العمدة ليموري، بسوء التدبير والتسيير الانفرادي لشؤون الجماعة، وعدم الالتزام بميثاق الشرف الموقع بين فرق الأغلبية من أجل تدبير تشاركي للمجلس، والغياب المتكرر، والتسبب في تلقي النواب والأعضاء استفسارات قد تؤدي إلى عزلهم.
وحسب الأخبار القادمة من هنا و هناك تتحدث عن تصفيف جديد و إخراج بنكهة التحضير لتوافقات حول خريطة سياسية جديدة في أفق الاستحقاقات المقبلة ، وستظهر ملامحها انطلاقا من يوم غذ الخميس خلال دورة شهر فبراير العادية، و المصادر تتحدث عن عزم مجموعة من الأحزاب المشكلة للمجلس الجماعي لمدينة طنجة تقديم طلب سحب الثقة إلى والي الجهة، لإيقاف العمدة عن ممارسة مهامه إلى حين انتخاب رئيس جديد،مما يوحي أن التصعيد بجماعة طنجة في خط تصاعدي و من التداعيات الممكنة انفجار طنجرة الضغط و مغادرة العمدة ، منير ليموري ، مقر القصر البلدي مستقبلا والتفرغ لعمله بورشة إصلاح الأحذية .