تعيش المجالس المنتخبة بإقليم طنجة أصيلة على وقع صراعات حادة وخلافات معقدة، القائمة بين حزبي الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث أصبحت هاته الصراعات القوية تهدد تماسك المجالس بالانهيار، ويمكن أن تجمد أشغالهم في أية لحظة.
وحسب مصادر “طنخرينو”، فمجلس جماعة طنجة أصبح يعرف تباينات وتناقضات حادة بين أعضاء حزبي البام والحمامة ، مبرزة أن هذا التناقض الذي وصل الى حد الخلاف العنيد والمتابعات القضائية، لا شك أنه سيؤثر بشكل سلبي على تسيير شؤون المدينة وتدبير ٱمورها ،لاسيما أن أبعاده وصلت إلى حد القطيعة بين رئيس الجماعة المنتمي للبام ورئيس مجلس الجهة المنتمي لحزب” أخنوش “، رغم المحاولات اليائسة لعمدة طنجة “منير ليموري” الهادفة لإخفاء الصراع القائم عبر اعتماد سياسة التمويه بنشر صور رسمية لاجتماعات المكتب المسير وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة منه إعطاء صورة للرأي العام عن تماسك المجلس بين جميع مكوناته.
هذا التمويه الممنهج من طرف رئيس جماعة طنجة ، منير ليموري، عرت عليه مراسيم افتتاح الفندق التطبيقي للمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بطنجة ، حيث غاب اسم عمدة طنجة منير ليموري عن منشور مجلس الجهة، كما غاب اسم عمر مورو عن منشور جماعة طنجة ، مما يوضح الهوة السحيقة بين قادة الحزبين، قد تعصف بالتحالف وتمزق عقده.
وفي ذات السياق،شهد حفل افتتاح الفندق التطبيقي، الذي أشرفت عليه وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، حضور شخصيات بارزة، من بينها يونس التازي والي الجهة وعبد اللطيف أفيلال رئيس غرفة التجارة والصناعة.
و يأتي هذا المشروع في إطار “برنامج شراكة” بين قطاع السياحة ومؤسسة تحدي الألفية لتعزيز التدريب العملي وفق المعايير الدولية للفندقة.
ويضم الفندق جناحين وخمس غرف، بالإضافة إلى مطعم يتسع لـ150 مقعدًا، وقاعة محاضرات، ومطبخ تعليمي ومرافق خاصة بتحضير الحلويات، بهدف تحسين المهارات العملية للطلبة.
اذا مع تصاعد الصراع، يتوقع المتابعون أن تتجه الأمور نحو مزيد من التعقيد، خاصة مع وجود أصوات تدعو إلى تدخلات من السلطات المحلية لحل النزاع، بسبب رغبتهم بممارسة السياسة في حقول نظيفة بعيدة عن المستنقعات المنتشرة حاليا و كذلك الهروب من سياسة “التحكم” و شذوذ التعينات الفوقية . ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن أي من الحزبين من تحقيق السيطرة على أعضائه، أم ستستمر حالة عدم الاستقرار السياسي؟