أصبح سوق السمك بمدينة طنجة محل جدال واسع بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه والتي تزكم الأنوف وتقض مضجع جيران هذا السوق، بحيث تم انشائه وسط تجزئات سكنية ومجمعات مأهولة بالسكان، مما جعل الساكنة تطالب جماعة طنجة برفع الضرر الذي طالهم مطالبين المصالح المعنية بضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية والازمة لحفظ صحة وسلامة المواطنين.
وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من التدوينات عبر صفحات تتعلق بمشاكل المدينة، في مقدمتها انبعاث روائح كريهة، عجّلت بإخراجهم عن صمتهم للتنديد بالمخاطر الصحية والبيئية الصادرة من المصنع الموجود بنفوذ تراب المدينة.
وأشار عمر العسري نائب رئيس مجلس مقاطعة بني مكادة، المكلف بالميزانية والرخص التجارية، في تدوينة عبر حائطه على الفايسبوك، أن موقع سوق السمك في طنجة قضية تحتاج إلى إعادة النظر نظراً لعدم ملاءمته بالنسبة للبيئة المحيطة به ، حيث تم إنشاء السوق وسط تجزئات سكنية ومجمعات سكانية، مما سيسبب مشكلات كبيرة للسكان مستقبلا،كما أن الرائحة الكريهة المنبعثة من السوق تشكل أزمة بيئية تؤثر سلباً على جودة الحياة في المنطقة.
وأضاف العسري، أنه على الجهات المسؤولة العمل على إيجاد حل سريع وفعال لهذه المشكلة، قد تشمل الحلول المقترحة نقل السوق إلى موقع آخر أكثر ملاءمة، مع مراعاة البُعد الكافي عن المناطق السكنية لضمان عدم تكرار المشكلة، كذلك تطوير نظام إدارة النفايات وتحسين شروط النظافة لتقليل انبعاث الروائح.
وختم المتحدث تدوينته أنه يجب الإسراع في إيجاد حل لهذه المسألة سيساهم بشكل كبير في تحسين ظروف العيش للسكان ويعزز من جودة البيئة في طنجة ككل مستقبلا.
وقال مصدر من ساكنة الأحياء القريبة من السوق، ”أصبحنا نعاني صحيا ونفسيا من الروائح “النتنة” الصادرة من سوق السمك، وأضاف ”إن هذه الروائح تزداد بشكل كثيف خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، عند الساعات الأولى من اليوم”.
وأضاف المصدر، خلال تصريحه لموقع “طنخرينو” إلى أن الروائح الناتجة عن هذا المصنع يمكن أن تشكل مخاطر صحية وبيئية وخيمة مستقبلا، مردفا أن الروائح المنتشرة ستجعل من مدينة طنجة مكانا للأمراض والأوبئة بسبب الجراثيم والمكروبات.
وحسب مجموعة من الخبراء، فإن الروائح الكريهة الناتجة عن نفايات الاسماك، تتسبب في مخاطر صحية عديدة كالتهاب الجلد، وكذاالتعرض لبكتريا الكزاز، والهباء الحيوي (Bioaerosol)، وهي كائنات دقيقة تتحرك في الهواء، وترتبط عادة مع النفايات التي تخزن فيبيئة رطبة ودافئة، إذ تتكاثر هذه الكائنات الدقيقة بشكل كبير. وقد يؤدي استنشاقها بكميات كبيرة لفترة زمنية طويلة لإحداث حساسية.
فهل ستتحرك أيدي المسؤولين المحليين حيال هذه الكارثة البيئية التي تزداد حدتها مع حلول فصل الصيف؟ أم أن الأمر مرتبط دائما بحلول ترقيعية خلال زيارة المسؤولين حيث يكثر الاهتمام بنظافة المدينة على غير العادة.
