من بين ذاكرة مدينة طنجة هي ما تبقى من بعض مبانيها وساحاتها ، والتي منها مساجدها وعمارات تعود للعهد الدولي وبعض الساحات منها سور المعكازين ومدار 9 أبريل والمدينة العتيقة، ويعتبر الحفاظ على هذه الأماكن بمثابة الاحتفاظ بذاكرة مدينة البحرين شامخة مزدهرة،أما إهمالها الذي أصبحت عليه يعني محاولة شنعاء، نكراء لمسخ تاريخها.
ويعتبر سور المعكازين من أشهر الأماكن التي يتوافد عليها سياح مدينة طنجة، بسبب تاريخها العريق وجمالية الإطلالة التي يمتاز بها وتتسم برؤية واضحة للضفة الإسبانية ،لكن السنوات الأخيرة عرفت تجاوزات خطيرة وممارسات زائغة، قلبت هذا المكان إلى شبه سوق أسبوعي وفضاء خصب لممتهنات “نقش الحناء”و”بائعات الهوى من النوع الرخيص” بدون رقيب أو حسيب ومن دون أي تساؤل، حتى أضحى مكانا يتربصه النشالون وفضاءً لجميع أنواع السلوكيات المشينة.
وفي ذات السياق، نشر الكاتب الطنجاوي يوسف شبعة عبر صفحته على الفايسبوك “وقفت مؤخرا على رسالة من وليام بروز إلى الكاتب الأمريكي ألان كيسنبيرج يصف له فيها انطباعه عن سور المعكازين قائلا: لا أريد أن أكون في مكان آخر غير هذا المكان( سور المعكازين) حتى مدينة فينيسيا التي تتجمد فيها ليس فقط الأحجار بل حتى الأحلام لم أعد أريدها، هنا كل شيء يتغير تبدو لك المدينة من سور المعكازين تغير جلدها كل وقت وحين!!!”
وأضاف شبعة ” بينما أقرأ ماكتبه وليام بوروز وهو مزهو بوجوده بسور المعكازين قفز إلى ذهني الحالة التي آلت إليها الساحة، فوجدتني أطرح على نفسي هذا السؤال: هل بإمكان المبدعين اليوم أن تسعفهم هذه الساحة التي تحولت إلى رقعة للزعيق والصراخ بين “الحنايات” أن يقتنصوا بيراعهم ما يخلد في الأدب العالمي “
اليوم بات الجميع يتحمل المسؤولية وخاصة جمعيات المجتمع المدني الفاعلة التي يستوجب عليها رد الاعتبار للتراث التاريخي لمدينة طنجة. اليوم تغيب الرؤية التشاركية في كيفية إعادة توظيف الهوية التاريخية للمدينة وفي كيفية تحسين الجاذبية السياحية والاقتصادية لها !! اليوم الصمت أصبح سيد الموقف.