صمم مسؤولو نادي اتحاد طنجة دخول غمار ومعترك الموسم الكروي الجديد بنفس العزيمة التي اختتم بها النادي الموسم السابق ، الذي حقق فيه فريق مدينة البوغاز “ريمونتادا ” غير مسبوقة اعتبرها الكثيرون من “معجزات كرة القدم الوطنية “.
ما يؤكد رغبة اتحاد طنجة وسعيه لمنافسة كبار الدوري المغربي الممتاز ولما لا اللعب على إحدى المراتب الأمامية والمشاركة في تظاهرات قارية أو عربية هو احتفاظه بالمدرب هلال الطاير ، الذي حقق معه البقاء بعد أن فقد الكثيرون الثقة في عدم مغادرة البطولة الاحترافية الى القسم الثاني واستطاع تغيير توقعات حتى أمهر المحللين ، وكذا احتفاظه باللاعبين الذين شكلوا العمود الفقري للفريق ولعل أبرزهم العميد المخضرم محسن متولي والحارس الجزائري غاية مرباح واسامة العز وأحمد الشنتوف ونعمان أعراب .
وما يؤكد أيضا رغبة اتحاد طنجة في لعب الأدوار الطلائعية ومنافسة ” كبار البطولة ” هو استقدامه للاعبين مجربين ومهرة لتقوية خطوطه على مستوى الدفاع والوسط والهجوم من ضمنهم اللاعب الإسباني ألكسيس سانشتيز ورضا جعدي و وليد بنشريفة ،مع المراهنة على الاستمرارية بتوقيعه للاعبين شباب واعدين أثبتوا علو كعبهم عبد الحميد معالي لاعب وسط المنتخب المغربي للفتيان ، الذي لا يتجاوز سنه 17 سنة .
ولم يخرج رئيس النادي محمد الشرقاوي عن الرغبة في تحقيق هذا المسار الجامح، مؤكدا في تصريح صحافي أن جمهور طنجة بكل مكوناته فخور بما حققه النادي السنة الفارطة وتعمل المجموعة حاليا على الحفاظ على نفس التوهج والتفاؤل لتحقيق سنة كروية في مستوى طموحات المدينة وجمهورها العريض وإثبات أن ما وقع خلال مرحلة الذهاب السنة الكروية الماضية مجرد كبوة فرس وقعت بسبب أخطاء تقنية ولا تعكس الحجم الحقيقي للفريق الذي يعد من الفرق المغربية المرجعية .
وأضاف أن الفريق فعلا يعاني من صعوبات مالية ويتطلع الى ضمان التوازن المادي بمساندة من المؤسسات الرسمية والاقتصادية المحلية والجهوية والإقليمية ،وخاصة مساندة الجمهور المتيم بناديه ، وهو الذي أظهر بعفوية دعمه ومساندته المطلقة للنادي خلال أحلك الظروف السنة الفائتة .
وكان هذا هو السبب الذي دفع محمد الشرقاوي الى التراجع عن استقالة سابقة ، مؤكدا القول على أن التنازل عن قرار الاستقالة يأتي التزاما بالعهد الذي قطعه على نفسه يوم تسلم مهام تسيير النادي، مشددا على أنه سيذل قصاري جهده، بجانب كل الغيورين على الفريق والجماهير العاشقة لفارس البوغاز، لإعادته الى سكة التألق .
ولم يخف رئيس اتحاد طنجة أن النادي في أمس الحاجة للدعم المالي لضمان استقرار الفريق ومسيرته الكروية و تسوية النزاعات و تأهيل اللاعبين الجدد، معتبرا أن جمهور اتحاد طنجة يبقى السند والداعم الأول للفريق، وبفضله تمكن الفريق من تحقيق ملحمة البقاء خلال الموسم الكروي الماضي .
ولمواجهة الصعوبات المالية ، أعلن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم قبل أيام عن إطلاق حملة “بطاقة الوفاء”، لتحفيز جماهيره للمساهمة في التخفيف من تداعيات الازمة المالية الخانقة التي يعاني منها النادي، وكذا تحفيزه على تحقيق نتائج إيجابية خلال الموسم الذي سيرفع عنه الستار بعد أيام قليلة.
وأبرز النادي في بلاغ على صفحته الرسمية أن هذه المبادرة تأتي ” نزولا عند رغبة الجماهير للمساهمة في تدارك تبعات الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق (..) ومن أجل المساهمة في تخطي هذه المرحلة الحساسة والاستعداد لبداية منافسات البطولة في أحسن الظروف “.
وسيكون النادي أيضا مضطرا لاستقبال منافسيه في بداية البطولة بملعب سانية الرمل بتطوان بعد إغلاقه ملعبه بسبب الإصلاح ، ورغم أن الفريق سيكون مرحبا به في المدينة الجارة ، إلا أن القدرة الاستيعابية لملعب الحمامة البيضاء محدودا وقد لا يناسب أعداد الجماهير المشجعة لنادي مدينة البوغاز ،كما أن الفريق سيكون مجبرا على التنقل كل مرة ، في انتظار اعتماد وتأهيل ملعب القرية الرياضية بالزياتن وتهيئة أرضيته بالعشب الطبيعي وإضافة مدرجات لرفع طاقته الاستيعابية التي لا تتعدى حاليا 5000 فقط .
وبغض النظر عن الإكراهات الموضوعية التي تكبل نادي اتحاد طنجة ، إلا أن الفريق مصر على بصم حضور بارز ونسيان البداية المتعثرة له خلال الشطر الأول من الموسم الكروي الماضي .