شهدت طنجة، كباقي مدن وجهات المملكة، خلال الأسابيع الأخيرة، موجة حر غير مسبوقة لم تشهدها عاصمة البوغاز من قبل، تجاوز فيها المحرار عتبة أربعين درجة مائوية في بعض الأيام، ما جعل فنادق المدينة وشققها المفروشة تسجل «كامل العدد»، بعد أن حل بها آلاف من الزوار من داخل المغرب وخارجه، للترفيه عن أنفسهم والاستمتاع بالعطلة الصيفية بعيدا عن الحرارة المفرطة وضغوطات الروتين اليومي، ما تسبب في اكتظاظ صيفي واختناق مروري غير مسبوق.
فمنذ انطلاق موسم الصيف الحالي، خاصة في ظل موجة الحرارة التي تجتاح المغرب هذه الأيام، شهدت شواطئ المدينة، الممتدة على الساحل المتوسطي ابتداء من الشاطئ البلدي بوسط المدينة إلى القصر الصغير، وكذا المطلة على المحيط الأطلسي من شاطئ أشقار إلى أصيلة، توافد آلاف الراغبين في الهروب من الحرارة المرتفعة، التي سيطرت على المنازل، وجعلت العيش فيها أمرا صعبا.
كما عرفت فنادق المدينة ومنتجعاتها السياحة، وكذا الشقق المفروشة، إقبالا متزايدا وضغطا ملحوظا في جل المطاعم والمقاهي الموجودة بوسط المدينة وضواحيها، التي استغلت الوضع لترفع من أسعار منتوجاتها إلى مستويات قياسية، في ظل غياب المراقبة والتزام الجهات المعنية الحياد حيال الموضوع.
واحتج عدد من المصطافين على الوضع الذي تتخبط فيه المدينة، بعد أن وجدوا أنفسهم أمام جشع أصحاب المقاهي والمطاعم وعدد من المحلات التجارية ودكاكين المواد الغذائية، الذين يستنزفون جيوب زوار المدينة ويفرضون أثمنة مرتفعة جدا تجاوزت السقف المحدد، خاصة المأكولات التي عرفت ارتفاعا صاروخيا لا مثيل له، حيث تحولت تسعيرة ربع من الدجاج المشوي من 30 درهما إلى 45، ووصل ثمن طبق السمك إلى 300 درهم في أحسن الأحوال، فيما رفعت المقاهي من تسعيرة المشروبات، ووصل ثمن كأس قهوة إلى 25 درهما، وكأس عصير إلى 45 درهما، بل ذهب البعض إلى تحديد المدة الزمنية، التي يجب أن يقضيها الزبون داخل المقهى.
وفي جولة بعدد من مطاعم طنجة، رصدت «الصباح» غضبا عارما في أوساط المصطافين، الذين استنكروا الأسعار الصاروخية للوجبات والمشروبات في المقاهي والمطاعم، التي تقع في وجهات سياحية مميزة، وذكر أحدهم بأنه وجد نفسه مرغما لتأدية 60 درهما لوجبة عشاء بسيطة اعتاد، في السنوات الماضية، اقتناءها بثمن لا يتجاوز 30 درهما، معتبرا أن هذه الزيادة استغلال للإقبال الكبيرعلى المدينة وسعي وراء جني أرباح غير مستحقة بطريقة «جشعة» لدى بعض المطاعم التي تعمل بشكل مزاجي وتطلب من الزبناء تأدية مبالغ مضاعفة ثلاث مرات.
سائح آخر من فاس، ممن اعتادوا التردد على عاصمة البوغاز رفقة أسرته، أوضح أن بعض الأماكن بطنجة يتم فيها استغلال السياح بطرق بشعة، حيث يقوم أرباب هاته المطاعم برفع الأثمان إلى مستويات قياسية، مبرزا أنه دفع 100 درهم لكل فرد من أسرته المتكونة من 5 أشخاص، مقابل وجبة تتكون من سلطة عادية وقضبان الدجاج الرومي ومشروب غازي، وهو أمر يعكس صورة سيئة عن طنجة وجهة سياحية تمتاز بالتنافسية.
وأثارت هذه الزيادات «غير القانونية» سخطا وتذمرا كبيرين لدى نشطاء «فيسبوكيين»، الذين استنكروا هذه المظاهر، وأكدوا أنها تسيء للسياحة وتعيق حركية الانتعاش الاقتصادي بالمدينة، وطالبوا، عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة تدخل الجهات المسؤولة لوقف «توغل» هؤلاء «المبتزين» وردعهم حماية للسياحة الداخلية.