تستضيف مدينة طنجة، اليوم الثلاثاء ويوم غد الأربعاء، الحدث الرئيسي للجمعية الدولية للتشوير البحري (AISM) احتفالا باليوم العالمي للمساعدات الملاحية البحرية، بمشاركة ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب ومسؤولين حكوميين ومتخصصين في هذا المجال.
ويمثل هذا الحدث، الذي تشرف على تنظيمه وزارة التجهيز والماء بالشراكة مع الجمعية الدولية للتشوير البحري، مناسبة لعرض التقنيات المتطورة الجديدة في مجال الملاحة البحرية وأيضا التعريف بالتجارب والممارسات التقنية والتكنولوجية للأعضاء الصناعيين التابعين للجمعية.
وأبرز وزير التجهيز والماء نزار بركة بهذه المناسبة أن الملاحة البحرية تضطلع بدور أساسي في الاقتصاد العالمي وهي تربط بين الدول وتسهل التجارة عبر البحار والمحيطات، مضيفا “مع تطور تدفق الحركة البحرية وكذا تطور التقنيات الخاصة بالقطاع، من واجبنا الحفاظ على السلامة والأمن الضروريين في مواجهة هذه التحديات الجديدة”.
وأشار الوزير في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة مصطفى فارس، إلى أن تخليد هذا اليوم العالمي يتيح الوقوف والاطلاع على الدور المهم الذي تلعبه المساعدات الملاحية في ضمان ملاحة بحرية آمنة و مستدامة، مضيفا أن هذا الحدث يمثل فرصة للتداول بشأن أفضل الممارسات والابتكارات التكنولوجية التي تسعى إلى تجويد سلامة الملاحة البحرية.
وحسب السيد بركة، لدى المغرب اليوم شبكة من البنيات التحتية المينائية تتشكل من 43 ميناء، منها 14 ميناء مفتوحا في وجه التجارة الدولية، تساهم في أكثر من 95٪ من المبادلات التجارية، مما يجعل المملكة ضمن أفضل 20 دولة من حيث الربط البحري، مشيرا الى أن المغرب صادق على غالبية الاتفاقيات الدولية المتعلقة بسلامة حياة الإنسان في البحر، ومنع التلوث والحفاظ على البيئة البحرية، وتكوين وتدريب البحارة ومنحهم الشهادات، وكذلك أمن السفن و مرافق الموانئ.
من جهته، قال الأمين العام للجمعية الدولية للتشوير البحري، فرانسيس زكريا، إن مدينة طنجة هي الموقع المثالي للاحتفال بهذا اليوم وتخليده، لأنها مدينة محورية تقع على مفترق طرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ، وتتوفر على مؤهلات وإمكانات اقتصادية وطبيعية هائلة وبنية تحتية معتبرة، منوها بالجهود التي بذلتها وزارة التجهيز والماء وجميع الشركاء لضمان نجاح هذا الحدث المهم.
وأكد السيد زكريا أن هذا الحدث يهدف إلى تعزيز الوعي العام بالدور الذي تلعبه المساعدات في مجال الملاحة البحرية في ضمان سلامة الملاحة البحرية وأهمية الإجراءات التي تتخذها الجمعية لضمان حماية البيئة البحرية حول العالم وتحسين سلامة الملاحة البحرية.
من جهتها، قدمت مديرة الموانئ والملك العام البحري بوزارة التجهيز والماء، سناء العمراني، عرضا بعنوان “المغرب دولة بحرية”، ركزت فيه على الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتمتع به المغرب، بحيث أن المملكة تقع على مفترق طرق بحرية مهمة في الشمال الغربي للقارة الأفريقية وعلى مضيق جبل طارق، موضحة أن اختيار المغرب لاستضافة هذا الحدث يرجع الى الدور المهم الذي يضطلع به المغرب باعتباره بلدا ساحليا في ضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية على طول سواحله الممتدة على 3500 كيلومتر.
وأشارت المسؤولة إلى أن المغرب لديه نحو 40 منارة وأكثر من 400 تشوير خاص بالملاحة البحرية (أضواء وعوامات) وإشارات لتوجيه دخول السفن للمياه الإقليمية وتنظيم حركة مرور السفن، مما يساهم بشكل فعال في ضمان مراقبة وسلامة الملاحة البحرية في مضيق جبل طارق، مذكرة بأن حجم حركة النقل البحري في المغرب تجاوزت 195 مليون طن في عام 2022، أغلبها نشاط إعادة الشحن بنسبة تصل إلى 43٪ ، مما يدل على مكانة المملكة كمركز لوجستي مهم على مستوى البحر الأبيض المتوسط.
ويخصص اليوم الأول من هذه التظاهرة الدولية لعقد ندوة حول المساعدات الملاحية البحرية ودورها في ضمان سلامة الملاحة البحرية من خلال مداخلات مقدمة من طرف مسؤولين وطنيين ودوليين من أجل تقاسم التجارب الناجحة المتعلقة بالسلامة المينائية والبحرية، بالإضافة لعرض أحدث الأدوات والتقنيات المتقدمة في هذا المجال.
كما يتضمن برنامج هذه الفعالية، مداخلات تهدف إلى التعريف بأهمية المنارات كتراث مادي وجب تثمينه و المحافظة عليه، وفي هذا الإطار تم خلال حفل افتتاح الندوة تسليم جائزة “المنارة التراثية لسنة 2023” لمنارة رأس سبارطيل من طرف الأمين العام للجمعية الدولية للتشوير البحري.
ويتضمن جدول أعمال الاحتفال والأنشطة المرتبطة به زيارة ميدانية لمنارة رأس سبارطيل للتعريف بثرائها الثقافي والتراثي المتميز، أما اليوم الثاني من فعاليات هذا الحدث فيتضمن عدة زيارات ميدانية تشمل زيارة لمركز مراقبة الملاحة البحرية بمضيق جبل طارق، وزيارة لميناء طنجة المتوسط وكذلك الميناء الترفيهي لمدينة طنجة، بالإضافة لزيارة أهم المعالم الثقافية والتاريخية البارزة في المجال البحري والتي تتميز بها مدينة طنجة عروس الشمال.