أشاد نواب برلمانيون لاتينيون بانخراط المغرب لفائدة حقوق الإنسان وبالأشواط الطويلة التي قطعتها المملكة في هذا المجال.
وأعرب النواب اللاتينيون، في تصريحات لهم على هامش مشاركتهم في الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، المنعقد بمراكش ما بين 29 و31 ماي الجاري، عن تقديرهم للوعي المتقدم بقضايا حقوق الإنسان في المغرب، وكذا للأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي الذي تشهده المملكة.
وفي هذا الصدد، أعربت كارلا أيالا، النائبة البرلمانية المكسيكية، عن رغبة بلادها في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تعزيز حقوق الإنسان، منوهة بالتجارب السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتميزة وبالحضور القوي للمملكة على الصعيد الدولي.
وبعدما أكدت أهمية هذه التظاهرة الدولية التي “تمثل مناسبة للاستماع إلى وجهات نظر مختلفة والوقوف على التجارب المتنوعة للبلدان المشاركة والاستفادة منها”، أبرزت أيالا أن هذا النوع من الأنشطة من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين المغرب والمكسيك، “والتي يمكن مواصلة توطيدها من خلال تنظيم ملتقيات مماثلة في البلدين وتكثيف التعاون الدبلوماسي بين البلدين”.
من جهته، قال رئيس شبيبة الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي، كارلوس مانسيا، في تصريح مماثل، إن المغرب قطع أشواطا طويلة في مجال الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، مبرزا أن تنظيم المملكة لمثل هذه التظاهرات الدولية يدل على التزام قوي من جانب المملكة بالدفاع عن القضايا العادلة، لا سيما تلك المتعلقة بالشباب.
وأبرز الأهمية التي يوليها شباب أمريكا اللاتينية لتعزيز روابط الصداقة والتواصل مع كافة البلدان، ولا سيما تلك الممثلة في المنتدى، مشددا على ضرورة الاندماج وإرساء شراكة متينة وقوة مشتركة بين الشباب وذوي التجارب الناجحة من أجل التعاون وخدمة شعوب ومجتمعات العالم. من جانبها، أكدت النائبة البرلمانية الشيلية، دانيسا أستوديو بيريتي، على أهمية تطوير العلاقات بين بلدها والمغرب على كافة الأصعدة، في ظل التطور الاقتصادي الهام الذي يعرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في المجالين الفلاحي والسياحي، معربة عن الرغبة في تعزيز التعاون الثنائي في هذا الإطار.
وأشارت إلى أن هذا المنتدى الذي تستضيفه المملكة يعتبر تجربة ثرية للغاية تتيح تبادل الخبرات والرؤى من أجل تطوير استراتيجيات واتفاقيات للتعاون وتوحيد الرؤية التقدمية الاشتراكية قصد رفع مختلف التحديات والرهانات من أجل تحقيق التنمية والرخاء للشعوب. يشار إلى أن المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي ينظمه الفريق الاشتراكي -المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الشبيبة الاتحادية وشبكة “مينا لاتينا”، على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “مساهمة البرلمانيين الشباب في تعزيز السياسات العمومية التقدمية والعادلة”، يهدف إلى تشجيع البرلمانيين الشباب على مناقشة القضايا ذات الراهنية وتحليلها واقتراح حلول مبتكرة وفعالة، من خلال استغلال مهاراتهم في استخدام التكنولوجيات الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي لتعبئة وزيادة وعي الأطراف الفاعلة الأخرى حول هذه القضايا المهمة، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والبيئة والمساواة بين الجنسين.
كما يروم المنتدى تمكين البرلمانيين الشباب الذين هم في فترة ولايتهم البرلمانية الأولى، من الانفتاح على مختلف المقاربات الدولية، واستلهام الأفكار وإلهام نظرائهم من جميع مناطق العالم، فضلا عن توفير فرصة للتواصل والتعاون في مختلف القضايا والمواضيع التي تهم الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم.
وتتناول الجلسات المبرمجة ضمن المنتدى مواضيع “السلم والأمن في العالم: التحديات الجيوسياسية الجديدة”، و”الفوارق والفقر وتدبير الموارد: نحو حماية اجتماعية أكثر إنصافا”، و”التقدم أو الاستدامة، كيف يمكن التوفيق بينهما”، و”الهجرة العالمية: رهانات الشمال والجنوب”، و”مداخل وآليات أممية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان”، و”من أجل مجتمعات أكثر تسامحا: لمكافحة الكراهية والتطرف”، و”سياسات عمومية أكثر إدماجا: المساواة بين الجنسين من أجل التنمية الشاملة”، وكذا “التحسيس والتعبئة من أجل سياسات عمومية دامجة للشباب”، سيتمخض عنها تقرير عام وتوصيات.